أكد معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة عضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية أهمية الدبلوماسية الثقافية التي تعزز التحاور بين الشعوب المختلفة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تبنت هذا النهج للانفتاح على العالم في عصر يتميز بالتسارع في التواصل بين الشعوب. جاء ذلك خلال اليوم الثاني لمؤتمر أبوظبي للدبلوماسية الذي اختتم أعماله، أمس، في فندق سانت ريجيس السعديات بأبوظبي في نسخته الأولى، الذي نظمته الأكاديمية تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وحضره أكثر من 300 دبلوماسي ووزراء وخبراء من أكثر من 60 دولة. وقال معالي زكي نسيبة: تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من المواهب الإبداعية، من كُتّاب وشعراء وفنانين وصانعي أفلام ومطربين، المواطنين والمقيمين على حد سواء. وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى القيام بدور أكثر أهمية وتأثيراً على المشهدين الإقليمي والدولي، نحن نؤمن بأن مواهبنا الإبداعية ستعزز التفاهم بيننا وبين مختلف الثقافات، وستُبرز طبيعة دولة الإمارات ومكانتها المتقدمة، لتوفر النموذج المثالي الذي تطمح للاقتداء به الدول الأخرى. وأضاف معاليه أن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية مستمرة في تقديم مساهماتها الجوهرية في قيادة الفكر الدبلوماسي الإماراتي. ويقدم مؤتمر أبوظبي للدبلوماسية فرصة قيّمة للتعرف إلى أحدث الأساليب وأفضل ممارسات العمل الدبلوماسي من جميع أنحاء العالم، لإعادة صياغة مستقبل الدبلوماسية، وتعزيز مكانة وريادة دولة الإمارات الفكرية في المنطقة وخارجها. وأكدت معالي سوزانا مالكورا، وزيرة خارجية جمهورية الأرجنتين السابقة، خلال جلسة حوار بعنوان «مستقبل الدبلوماسية المتعددة الأطراف»، أهمية فتح باب الحوار البنّاء وتبادل المعرفة في العمل الدبلوماسية، قائلة: «إن النجاح الذي حققه هذا المؤتمر يعود إلى حقيقة أن الدبلوماسيين يسعون دائماً إلى تبادل الأفكار وإيجاد نقاط مشتركة للتحاور وإيجاد الحلول، ومن خلال توفير منصات متخصصة مثل مؤتمر أبوظبي للدبلوماسية، لتبادل خبراتنا وتجاربنا الدبلوماسية الناجحة وغير الناجحة مع دبلوماسيي المستقبل، يمكننا ابتكار طرق جديدة لتعزيز فعالية العمل الدبلوماسي. وشملت أجندة المؤتمر، جلسات رئيسية أخرى، بالإضافة إلى حلقات نقاش تفاعلية وورش عمل تطبيقية، صُممت لإيجاد الحلول الفعالة للقضايا العالمية الملحة بشكل يُمكّن وزارات الخارجية في جميع أنحاء العالم من تنفيذها. وقال نبيل فهمي العميد المؤسس لكلية الشؤون الدولية والسياسة العامة والعلاقات العامة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وزير الخارجية السابق لجمهورية مصر العربية: سواء كنا نتحدث عن عمليات صنع السلام أو الدبلوماسية المتعددة الأطراف أو الجهات الفعالة الجديدة أو الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تؤثر على العمل الدبلوماسي، فمن الواضح أن الدبلوماسية تتغير بتسارع لم نشهد مثيلاً له في التاريخ، وفي حال عدم مواكبته لهذه التغيرات، سينعكس ذلك على أداءه في العمل الدبلوماسي. وأضاف: نحن بحاجة ماسة لدبلوماسيين كفء اليوم أكثر من أي وقت مضى. وبصرف النظر عن مدى اختلاف متطلبات العمل الدبلوماسي، نصيحتي للدبلوماسيين أن يطوروا مهارة«الإصغاء»، فعلينا أن نصغي، عندما لا يفعل الآخرون ذلك، وعلينا أن نفهم، عندما لا يهتم الآخرون بذلك، وعلينا أن نتصرف، نيابة عن أولئك الذين لا يستطيعون. وركزت الجلسة التي حملت عنوان«مستقبل الدبلوماسية العامة والعلاقات الثقافية»على التحول التدريجي لمفهوم الدبلوماسية التقليدي من عالم سرّي ومُغلق مُتشدّد بالقوانين إلى عالم أكثر شفافية، بمشاركة محاضرون بارزون، من بينهم لودوفيك بولي سفير جمهورية فرنسا لدى الدولة، وماهر ناصر رئيس قسم التوعية في إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة. وقال ماهر ناصر: إن التكنولوجيا الحديثة أسهمت في تغيير المشهد الإعلامي بشكل جذري، حيث أصبحت القدرة على التواصل مع العالم أمرا سهلا للغاية. ولا يحمل هذا الوجه المتغير للإعلام والاتصال لنا في طياته المنافع فحسب، بل يحمل أيضاً العديد من التحديات الجديدة، مما يزيد من صعوبة مهمة تحديد الوسائل القادرة على التغلب على الفوضى الناجمة عن كثرة الرسائل التي يتعرض لها الجمهور بشكل مستمر. السفير الفرنسي: أهمية متنامية للقوة الناعمة قال لودوفيك بوي السفير الفرنسي لدى الدولة: هذه فرصة عظيمة لتبادل وجهات النظر حول الأهمية المتنامية للقوة الناعمة. وذلك بعد بضعة أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي، والتي سُعدت خلالها بمشاركة أفكاري حول الدبلوماسية الثقافية، وضرب الأمثلة العديدة الرائعة على الشراكة الثقافية الفريدة من نوعها بين جمهورية فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة».
مشاركة :