ليست ظبية الشهراني (11 سنة) عالمة آثار أو منقِّبة عنها، بل هي راعية أغنام صغيرة تجوب يومياً جبال الحفاير الواقعة شرق محافظة خميس مشيط لتطعم قطيعها. لكن ألوان وأشكال بعض الأحجار جذبتها فقررت جمعها في كيس، ووصل مجموع ما التقطته إلى 705 أحجار طلبت منها هيئة السياحة والآثار 19 حجراً تعود لوقائع قديمة. حملة «استعادة الآثار» كانت حلقة الوصل بين ظبية وهيئة السياحة، فبعد أن سَمِعَت بالحملة عبر إحدى الإذاعات استقرت على التواصل مع الهيئة وتوجَّهت بالفعل إلى مكتبها في عسير عارِضةً على المسؤولين ما لديها من أحجار فاختاروا 19 حجراً أثرياً فقط ومنحوها مكافأة مالية وخطاب شكر وتقدير. ولم يحل التحاق الفتاة بالمرحلة المتوسطة دون استمرارها في جمع الأحجار، فهي تستغل ذهاب أسرتها لإضافة أحجار جديدة إلى مجموعتها. وينظر مدير عام فرع «السياحة والآثار» في عسير، المهندس محمد العمرة، إلى ما قامت به ظبية باعتباره واجباً وطنياً حفاظاً على التراث الحضاري للبلاد، متمنياً مزيداً من التفاعل من قِبَل المواطنين مع حملة «استعادة الآثار». برنامج إذاعي قادها لتحويل هوايتها إلى تراث وطني راعية أغنام تجمع أكثر من 700 حجر نادر.. والسياحة تكرمها وتكافئها أبها عبده الأسمري ليست عالمة آثار، ولا منقبة عنها، بل راعية أغنام لم تتجاوز الحادية عشرة من العمر، تجوب جبال الحفاير الواقعة شرق محافظة خميس مشيط يوميا؛ لتطعم قطيعها، جذبتها ألوان وأشكال بعض الأحجار، فقررت أن تجمعها في كيس، حتى تمكنت من جمع 705 أحجار أغلبها نادرة، وقد طلبت منها السياحة والآثار 19 حجراً تعود لوقائع قديمة. «استعادة الآثار» وأوضحت ظبية الشهراني، أن المحيطين بها لاحظوا شغفها بالأحجار، ذات الألوان النادرة، فكلما وجد أحدهم حجراً جميلاً أعطاها إياه، وبدورها تجمعها في كيس كبير، دون أن تدري ماذا يمكن أن تفعل بها. تقول ظبية «في كل يوم أخرج فيه لرعي الأغنام أحمل معي كيساً لأجمع فيه ما أعثر عليه من أحجار أثناء رحلة الرعي، وجذبتني هذه الأحجار بألوانها الزاهية والغريبة وتعددية الألوان في الحجر الواحد، وفي يوم كنت أنصت لإذاعة الرياض وسمعت عن حملة «استعادة الآثار» التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار، وقمت بالاتصال على الهيئة، وبدورها حولت الموضوع إلى فرعها في المنطقة (مكتب الآثار)؛ حيث تواصلوا معي واختاروا 19 حجراً أثرياً من عندي». غالية على قلبي وتابعت «عشقي لجمع الأحجار لم يتوقف، فرغم توقفي عن الرعي والتحاقي بالتعليم للمرحلة المتوسطة، إلا أني ما زلت أستغل أي فرصة أكون فيها مع أسرتي في البر لجمع الأحجار الغريبة وأحتفظ بها، كما أن الهيئة قررت أن تعيد لي باقي الأحجار التي جمعتها، فلم يكن لها أي تاريخ في مجال الآثار، وسأقوم بالاحتفاظ بها، فهي غالية على قلبي، فكل قطعة تخصني وجزء مني». ظبية لها نظرة أما شايع الشهراني شقيق ظبية فيقول «إن ظبية عاشقة للأحجار النادرة، وساعدها على ذلك مهنة الرعي وحياتها في البادية؛ حيث أتاحت لها فرصة التقاط هذه القطع المميزة الألوان، ونحن بصفتنا عائلتها فخورون بها كثيرا، فرغم صغر سنها، إلا أن لها نظرة في كل ما يحيط بها»، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للسياحة منحتها مكافأة مالية وخطاب شكر وتقدير». ابتعدت عن البادية وأضاف «تعيش ظبية الآن في القرية، وابتعدت عن البادية، ولكنها ما تزال تحمل روح البحث والنظرة الثاقبة للأشياء، ولا يزال لديها شغف جمع القطع المميزة والجميلة، فتراها دائما تبحث في الأرض وتنتقي القطع الغريبة التي لم تكن تعرف أهميتها، ولكنها دائما كانت تنتظر فرصة المعرفة وأن تتوصل إلى تاريخ هذه القطع، وأهميتها التاريخية لغرابة الشكل والألوان». رسالة للمجتمع بدوره، قال سعيد القرني، مدير مكتب الآثار في فرع الهيئة بعسير «إن حملة استعادة الآثار التي أطلقت بتوجيهات رئيس الهيئة بتاريخ 23/ 1 /1433 وكانت متزامنة مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية 1433، أوصلت الرسالة لكافة شرائح المجتمع، وهي ما كانت تصبو له الهيئة، والدليل وصول هذه الحملة للفتاة في البادية، إضافة إلى تعاون عدد كبير من المواطنين للإبلاغ عن مواقع أثرية في عدد من محافظات ومراكز المنطقة».من جانبه، أشاد مدير عام فرع الهيئة في المنطقة المهندس محمد العمرة بما قامت به الفتاة، مشددا على أنه واجب وطني للحفاظ علی التراث الحضاري الوطني، مشيرا إلى أن صغر سن الفتاة وحماسها للتواصل مع الهيئة وتسليم تلك القطع من المفترض أن يكون حافزا للجميع للقيام بهذا الواجب سواء بالإبلاغ عن المواقع الأثرية أو من خلال تسليم ما لديهم من قطع أثرية، مضيفا: «الهيئة تقدر ذلك للجميع، وتتمنى مزيداً من التفاعل مع هذه الحملة».
مشاركة :