خالد السلمي في رثاء والده "وهونا مشيت على أرضه"

  • 1/13/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

و هونا مشيت على أرض ..في رثاء سليمان بطي الفنــي تناها و ألقى عصاه الخبر وحط الرحال حليف السفر و من بعد كرِّ الضحى والمساء تحل ُّ عليك شئون أخر سلكت مع العيش درب الصلاح ِ و دربُ الصلاح ِ شديد ُ الخطر وحُزت الحِجا و أردتَ الُتقي و عشت بأمر النُهى تأتمر و بعد كفاح السنين الطوال ترجلت َ يا فارس المنتصر و عُلِمت ما لم تكن قد عَلِمت بأن الصلاح طريق ُ الظّفر و إن إلى ربك المُنتهى فشمرت وسعك لم تدخر كدحت إلى الله كدح الثِقاة على جادة الصالحين الغيُر و أظمأت يومك في الصائمين و في الذاكرين أطلت السهر و كم ألفتك وفود الحجيج ِ إذا حج عابدهم و اعتمر و كان إنتهاؤك عما نهى و أخلصت سعيك فيما أمر و كم قد حرصت على الباقيات و كان ملاذُك ورد ُ السحر وهونا ً مشيت على أرضه ِ إذا أختال فيها جهول أشر على أن شأنك شأن السُراه بَطِيَّ الخطى مستبين الفكر تخيرك الله لي والدا ً و كم نعمة أعجزت من شكر سليل كريم و من أكرمين شريف المقام ِ لإبن فخر و حببت إسم سليمان لي أسرَّ بهِ الحُبُ لي أو جهر و أنت سمي نبي ٌ كريم و للمرء من إسمه ما قُدر سمى سليمان ذي القامتين نبي هدى و مليك ٌ قهر و إن تك ُ تقواك ذخرا لنا فمسعاك في سعينا مُستمر و أعظم بما ورثتنا سُليم و أعلامُها الشامخات السيَّر حنيفية من أبي الأنبياء إلى سيد المُرسلين الأغر وذكرا ً لنا عربي ٌ مُبين إذا أندثر الدهر لم يندثر و حافظه فاطر الكائنات على أمره ِ غالب منتصر وأرض يبارك أطرافها شواهدُ من نور خيرِ البشر تُشدُ الرِحال ُ لأنوارها و فيض ُ السماء ِ بها مُنهمِر شروقان مالهما من غروب و دين على كل دين ٍ ظهر إذا لم يكن ذاك فخر ٌ لنا فكيف و أين ترى المفتخر ؟ ليهنك قرب غفور رحيم مليك على ما قضى مقتدر كريم ٌ و كفّاه ُ مبسوطتان لمن سار درب رجاء الثمر حبانا الهدي و وقانا الذنوب إذا أستغفر العبد منها غفر فإن عشت عشت نقي الجبين و إن مت عشت جميل الأثر و إن أثقلتنا شُجون الفراق تعزّت و خلفك ذكر ٌ عطِر و حاشاه أن نتآلى عليه ولكن سبيلي شهود البشر و ها قد بلغت إلى غاية و هذا الجوار هو المستقر فقل للعدو تناهي اللجاج وذاب غرور الأنا و البطر هوى صولجان المقام الرفيع و أفضى إلى مستقر عسر و ماذا إذا قلت رب ِ أرجعون .؟ و ما من ملاذ و لا من مفر و كنت مع الحق وجها لوجه و صرت إلى ما أراد القدر وقل للصديق ِ إلى المُلتقى و يوم النشور ِ هو المنتظر هنالك حيث ُ إفتراق العباد على وجهتين : جحودٌ وَ بر عسانا أمام الرجاء الأخير نُساق ُ بصُحبة خير الزُمُر . خالد سليمان ..

مشاركة :