نبات مفترس يتغذى على النمل

  • 1/16/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل نبات مخادع يأكل النمل وينمو في جزيرة بورنيو الاندونيسية برهانا حيا على ان الدهاء وحده ليس كافيا للتفوق على الفريسة. ويقول العلماء إن هذا النبات اللاحم الذي ينمو في المناطق الحارة عادة ما يستغل تقلبات الطقس الطبيعية لضبط درجة لزوجة فخاخه الزلقة كي يقتنص ويتغذى على أسراب من النمل في المرة الواحدة بدلا من ان يقتات على فرادى النمل. وتضمن البحث أنواعا اسيوية من نبات البوقية الذي اتخذ اسمه من شكل الاوراق الشبيهة بالبوق الذي يمثل فخا تنزلق فيه الحشرات. وعندما تكون حافة بوق النبات رطبة فانها تصبح زلقة بصورة كبيرة ليسقط فيها النمل الذي يسير على سطحها ويصير لقمة سائغة لهذا النبات المفترس. إلا انه في الطقس المشمس الحار يجف سطح البوق ويصبح آمنا لسير النمل. وتمثل آحاد النمل فرقا استكشافية لخدمة مستعمرات تتولى استطلاع وجمع الرحيق العذب من الفخ قبل ان تقفل راجعة الى أعشاشها لتخبر أقرانها بمكان وجود هذه الوجبة الشهية. ثم تسير أسراب النمل بعد ذلك نحو الفخ وهي غافلة بحثا عن الطعام ليتم الايقاع بها لان النبات عمد آنئذ الى جعل الفخ زلقا لا يمكن الفكاك منه لذا فان النبات يكون قد ترك أفراد النمل من الكشافة تعود الى حال سبيلها لكنه يخدع أسرابا أخرى ليلتهمها في نهاية المطاف. وحتى يتحكم النبات في الموقف ليكون الفخ زلقا فانه يفرز عصارة سكرية تمهد السبيل لسطح الفخ كي يكون رطبا وذلك من خلال تكثيف بخار الماء عند مستويات منخفضة من الرطوبة وذلك بالمقارنة بأسطح النباتات الأخرى. ويسهم ذلك في تنشيط الفخ خلال فترات الظهيرة عندما تكون معظم الحشرات النشطة نهارا لا تزال تجوب المكان جيئة وذهابا. وقال أولريك باور عالم الاحياء بجامعة بريستول البريطانية الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردتها دورية (بروسيدنجز اوف ذا رويال سوسايتي بي) التي تختص بنشر التقارير العلمية للجمعية الملكية "بطبيعة الحال فان النبات ليس ذكيا بالمفهوم البشري للكلمة -فليس بمقدوره ان يرسم خطة مثلا. لكنه الانتخاب الطبيعي الذي لا تأخذه الرأفة بأحد ولا يكافئ سوى الاستراتيجيات الناجحة". وهناك نحو 600 نوع من هذا النبات اللاحم في العالم. وعادة ما ينمو نبات البوقية في أماكن معيشة شحيحة الغذاء وذلك هو السبب وراء ميله لاقتناص الفرائس الحيوانية للتغذي عليها. وتصطاد معظم هذه الانواع الحشرات لكن قلة منها تتصيد الثدييات الصغيرة وتجمع فضلاتها كي تقتات عليها. وقال باور "إن ما يبدو ظاهريا انه يشبه سباق التسلح بين لصوص الرحيق والمفترسات الضارية ليس سوى حالة متطورة من المنفعة المتبادلة في واقع الأمر". ومضى يقول "ما دام المكسب الخاص بالطاقة (امتصاص الرحيق) يفوق الخسارة الناجمة عن فقدان الشغالات من النمل فان مستعمرة النمل تستفيد بهذه العلاقة مثلها مثل النبات".

مشاركة :