حينما يصبح النمل مفترساً! - مقالات

  • 6/5/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

- استوقفتني حادثة تهجُّم أسد على شخص يعمل في أحد المنازل في إحدى الدول، ورحت أجول بخاطري بعيداً عن افتراس الأسد وكيفية السماح باستيراده ودخوله البلاد وبعيداً أيضاً عن كيفية تربيته في المنزل وعقوبة ذلك وآثاره كما هو منتشر في بعض الدول وعندنا أيضا. تخيلت المجتمع بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاخلاقية والمجتمعية والادارية وآثار تلك الأمراض المفترسة وأسودها على هذه الجوانب جميعاً لكني اكتشفت شيئاً آخر... اكتشفت ان هناك «نملاً» مفترساً أيضاً يأكل في المجتمع كما تأكل أسود الفساد والإهمال!- في التاريخ... أن سد مأرب الذي كان يتفاخر فيه سكان اليمن وقلب أرضهم إلى جنة وبعد أن تكبروا سلَّط الله عليه فأراً يهد أساسه من تحت، وجاءهم سيل العرم الذي أهلك الله به جناتهم وأرضهم. أما النبي سليمان، الذي كان من جنوده الجن والريح وكل ذي علم، ورغم كل قدرة هؤلاء وعلومهم الا أنهم لم يعرفوا بموته وهو جالس على عرش الملك الا حين أكلت دابة الأرض «الأرضة» عصاته من قواعدها فسقطت العصاة وسقط معها سليمان وحينها فقط عرف اتباعه بموته! النمرود الذي كان له من الملك ما ليس لأحد، سلط الله عليه وعلى قومه، البعوض ليأكل لحمهم ودخلت بعوضة في منخاره ليتأذى بها الليل والنهار حتى مات!- حينما يتم تسييس المجتمع بالكامل ويصبح هم الإنسان ومحور حياته، هو السياسة ومتابعة ونقد أعمال الحكومات ومجالس الأمة والسياسيين، حينها تكثر في أي مجتمع تلك القوارض والزواحف المفترسة... تأكل كل شيء في المجتمع وتهد أساسه وتنتشر فيه الى حد الوباء ولا أحد يتنبه لها أبداً لانها في اعتقادهم غير مفترسة. الناس تبحث وتتابع وتخاف من الاسود والنمور في ظل انشغالهم في وهم السياسة ويغضون الطرف عن تلك الصغار المفترسة!- الحالة السياسية في الكويت هي أقرب مثال... الكل يقر بسوء تلك الحالة وسوء الاداء من الأطراف كافة. لكن مما لا شك فيه ان المتعاطين للسياسة والنشطين فيها استطاعوا تقريباً افساد المجتمع بالكامل. أفسدوه بجعل الحالة السياسية جل اهتمامه بكامل أطيافه. أفسدوه بتخريب المزاج العام له. أفسدوه بنشر التشاؤم والسلبية. أفسدوه بإهمال كل شيء في المجتمع عدا السياسة. ومؤدى ذلك حتماً ان هناك قوارض وحشرات - وأعني بها هنا أمراضا لا أشخاصا - أصبحت تنخر في صلب المجتمع. في أخلاقه. في مبادئه. في ثقافته. في فنه. في متعته. ولا أحد ينتبه لها أبداً بزعم محاربة الأسود والسباع!- الغلبة للسياسيين اليوم. لهم زمام التوجيه، وعليهم تقع كل الانظار. وهذا من أخطر ما يهدد أمن المجتمعات!- حينما تنحصر الحياة في السياسة ومتابعة أصحابها ويتم اهمال كل المناحي الاخرى للمجتمع، فهذا يعني أن فأراً بات يأكل حصن هذا المجتمع، ولم يبق إلا انتظار «سيل العرم».LawyerModalsabti@

مشاركة :