شهدت أجواء العاصمة المقدسة اعتدالا في درجات الحرارة خلال اليومين الماضيين، حيث سجلت درجات الحرارة ما بين 26 درجة مئوية خلال النهار و21 درجة مئوية في فترة المساء في الـ24 ساعة الماضية، ما أعطى أهالي العاصمة المقدسة مؤشراً لبداية رحلاتهم الربيعية وسط المناطق الصحراوية على أطراف مكة المكرمة. وقد استمتع أهالي العاصمة المقدسة بالأجواء الشتوية، مقسمين أوقاتهم ما بين الحدائق العامة والمناطق الصحراوية في شمال وغرب مكة المكرمة حيث امتلأت منطقة الشميسي والمغمس وطريق المدينة المنورة بالخيام التي نصبت لاستقبال إجازة الربيع وسط تلك الأجواء الماتعة، وعمدت الكثير من العوائل المكية للخروج إلى المناطق الصحراوية حيث المساحات الشاسعة والاستمتاع بتلك الأجواء. «عكاظ» رصدت تلك المشاهد بالقلم والصورة في مواقع مختلفة، والتقت بداية بالشاب عبدالعزيز اللحياني «طالب جامعي» وذكر أنهم يعيشون أجواء ممتعة للخروج للمناطق الصحراوية وخاصة بعد تأدية اختبارات نهاية الفصل الأول، مبيناً أنه تعود على نصب خيام الربيع على جانب الطريق المؤدي للمدينة المنورة مع مجموعة من زملاء الدراسة ليتسامروا على همومهم الجامعية حتى ساعات الفجر، مبيناً أن إعداد لوازم تلك الرحلات يتم منذ وقت مبكر تتوزع مهام وتكاليف الرحلة على الجميع وبالتساوي فيما بينهم مؤكداً أن وجبات المطاعم السريعة يحظر تواجدها في المخيم حيث إن إعداد كافة الأطباق الشعبية تجهز داخل الخيمة وتحت إشراف أحد الشباب. وفي ذات السياق يقول فاضل العوفي، ورمزي الوافي، وحسن الصاعدي إن رحلات البر عادة سنوية تم اعتمادها منذ عشر سنوات تقريبا بالنسبة لهم حيث يتركون حياة المنزل والشقق الضيقة ويقضون حوالي 5 أيام متتالية في البر، مؤكدين أن الأجواء التي تعيشها مكة هذه الأيام تشجع على التنزه حول الأودية والشعاب، منوهاً إلى أنهم يضعون خطة مسبقة للربيع بإعداد ملاعب كرة قدم وأخرى للطائرة في البر مع إعداد الأطعمة الشهية مثل الحنيذ والمدفونة والمقلقل والمعدوس. أما المواطن حمود الحربي رب أسرة يقول «ما أن يتسلم أبنائي شهادة نجاحهم في نهاية الفصل الدراسي الأول إلا تتحرك قافلة الأسرة نحو البراري في مركز هدى الشام حيث يصحبني في ذلك بعض الأهل والأرحام في موكب متقاطر محملا بالخيام وأدوات الرحلة وكذلك الدراجات النارية، حيث تعيش مجموعة من الأسر في أجواء مشجعة على قضاء إجازة الربيع في البر بعيداَ عن زحام وضوضاء أم القرى». وبين الحربي أن تجهيز تلك المخيمات ظاهرة صحية واجتماعية لها إيجابيات كثيرة منها نبذ الخلافات الأسرية وصفاء النفوس بين العائلات ما عكرته الحياة المدنية حيث تتقارب النفوس من بعضها البعض في قالب يسوده الود والحب والتقدير، مشيراً إلى أن قسم النساء يحتوي على مطبخ متكامل بكل التجهيزات، أما قسم الرجال فيحتوي على صالة استقبال ومصلى وأخرى للنوم. من جهة أخرى، أهابت إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة عبر المتحدث الرسمي النقيب نايف بن أحمد الشريف بالمواطنين والمقيمين توخي الحيطة والحذر من التقلبات المناخية والجلوس في بطن الأودية واستخدام وسائل التدفئة المناسبة والابتعاد عن إشعال النار في المواقع المغلقة والحرص على إجراء الصيانة الدورية لسخانات المياه.
مشاركة :