استغلال عاطفة المرأة في جمع التبرعات

  • 1/16/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تكون المرأة بعاطفتها الجياشة ومشاعرها الإنسانية النبيلة المستمدة من عاطفة الأمومة، ومن طبيعة تكوينها كأنثى، أكثر عرضة من غيرها لحملات التبرع المضللة، وبالتالي تقع فريسة سهلة في براثن الأدعياء والنصابين والمزيفين والخطورة كل الخطورة أن تكون تلك الجهات تتبع لتنظيمات إرهابية. مختصات في الشأن الاجتماعي ومثقفات نوهن بأهمية رفع الوعي لدى المرأة فيما يتعلق بالتبرع المادي بأن يكون عبر الجهات الخيرية والاجتماعية المرخص والمخول لها بجمع التبرعات, حتى لا تقع فريسة عبر استغلال عاطفتها الجياشة في مساعدة آخرين وتقديم التبرع لجهات أو أشخاص يكونوا على علاقة بأصحاب الأفكار المتطرفة والفكر الضال. في تحليلها للظاهرة، تؤكد المستشارة الاجتماعية ومدير عام دار نورة للدراسات والخدمات الاجتماعية نورة عبدالعزيز آل الشيخ، أن المرأة تتميز بعاطفتها وسرعة تأثرها بما تراه من مناظر الحروب والتشرد والأطفال والنساء المعدمين تحت صقيع لا يرحم، فما أن تسمع بتبرع حتى تبادر له، فيما يندس ضعاف النفوس والأعداء تحت دثار الأزمات لتغذية أنشطتهم الفاسدة، ولذلك ترى أن تضطلع الجهات الرسمية المصرح لها بالتبرع ومنظمات المجتمع المدني بدور التوعية، وذلك من خلال تكرار الإعلان في وسائل الإعلام عن اسم ورقم حساب الجهات المصرحة لها بجمع التبرعات وأن تقوم العلاقات العامة والإعلام والنشر بوزارة الداخلية بالرد على استفسارات المتصلات عن الأرقام المحددة للتبرع. ومن جانب آخر، تشدد الأخصائية الاجتماعية في قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتورة منى بنقش على أهمية ألا تنقاد المرأة لعاطفتها نحو التبرع دون الـتأكد من القنوات الرسمية المرخص لها بجمع التبرعات للمستحقين، إذ أن هناك من يستغل عاطفة المرأة واستدرار مشاعرها في جمع تبرعات وهي لا تعي من دون قصد منها إلى أين تذهب هذة التبرعات، مطالبة بتكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام بالجهات المرخص لها بجمع التبرعات حتى نضمن وصول الأموال إلى مستحقيها عبر القنوات والجهات الرسمية والخيرية ذات العلاقة. ومن جهتها، ترفض خلود ضحوة التجاوب مع أي حملات للتبرع ما لم تكن موجهة من جهات رسمية معروفة ومشهود لها بالحرص على إيصال التبرعات والمساعدات لمستحقيها فعلا. وأكدت عهود ساعاتي على أنه لا يجب على المواطنين الانسياق وراء هذه الحملات دون أن تكون ذات صفة رسمية وقانونية، حيث أن هناك بعض الجهات غير النظامية والتي تتبع لجماعات إرهابية تستغل عاطفة الناس بزعم أنها تجمع تبرعات للمحتاجين ومن ثم توجه هذه التبرعات لجهات غير مشروعة ولهذا ربما نحارب أنفسنا بأموالنا بدون وعي منا. وتقول سارة القارحي: إن السيدات أكثر فئة تتأثر وتتجاوب سريعا مع دعوات التبرع هذه، وعادة ما تكون هذه الفئة هي المستهدفة بإثارة مشاعرها وعواطفها، ولذلك تنصح بعدم التجاوب مع هؤلاء طالما لا توجد أي إثباتات تثبت أن الجهة التي تجمع التبرعات جهات رسمية نظامية مصرح لها بذلك وعدم التجاوب مع أي جهة تقوم بجمع التبرعات نقدا ما لم يكن التبرع من خلال حسابات بنكية معروفة.

مشاركة :