الإمارات نموذج في ترسيخ حقوق المواطنة وحرية الفكر

  • 11/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» أكد المشاركون في الجلسة الحوارية الثانية التي أدارها الدكتور اكيما اوميزاوا قنصل عام اليابان في دبي، وتناولت «دور الحكومات في تشجيع التسامح والتعايش السلمي والتنوع»، أن الإمارات تشكل نموذجاً في ترسيخ حقوق المواطنة وحرية الفكر واحترام الآخر، مثمنين جهودها في دعم التسامح والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات في إطار من التعددية الفكرية والثقافية.وقالت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، إن تنظيم القمة جزء من جهود الدولة، لتعزيز فهم مشترك عالمي لمفهوم التسامح كقيمة ترتبط بازدهار المجتمعات ونموها الاقتصادي وتطور حياتها، وقالت إن التسامح قيمة متجذرة في الدين الإسلامي وفي القيم العربية، وفي موقع الدولة الجغرافي الذي مكنها من الارتباط بعلاقات تعاون مشترك قائمة على الاحترام والمودة، مشيرة إلى أنها ترى قيمة التسامح في الاتحاد، معتبرة دولة الإمارات عالم في دولة؛ بسبب احتضانها ل200 جنسية تعيش بتناغم واحترام، وتحظى بأسلوب حياة متنوع. وإنشاء وزارة للتسامح، جاء ليؤكد قيمة التسامح والحفاظ عليها وتقريب وجهات النظر، إضافة إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة التي تحض على الكراهية، مشيرة إلى الارتباط الوثيق بين التسامح والنمو الاقتصادي والسعادة، معتبرة أكثر الدول تسامحاً، الأكثر سعادة وتقدماً. صراع المذاهب وقدم عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري الأسبق، شكره وتقديره لحكومة الإمارات، لاهتمامها ومبادراتها في دفع مفهوم التسامح والاحتفاء به، بدعوة مفكرين وأكاديميين وعلماء دين وممارسين وسياسيين ودبلوماسيين للمشاركة في المناقشة، متحدثاً عن مفهوم التسامح الإيجابي والتسامح السلبي، موضحاً كيف يمكن للشعب الفلسطيني أن يسامح، دون الحصول على حقوقه في دولة مستقلة. هنا يصبح التسامح ذكاء بعد نيل الحقوق للسير نحو المستقبل، وما يحصل بين السنة والشيعة من المسلمين، لا تسامح فيه ولابد من إنهائه لصالح هذه الأمة، وعدّ التسامح أمراً عميقاً، مجدّداً شكره للإمارات، لإثارتها موضوع التسامح لأنه كقيمة، أمر عظيم للغاية ينبغي العمل عليه بجدية. برامج وقال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في النمسا، إن التسامح عنوان عريض لطريق طويل يجب أن يسلكه الجميع، مطالباً بضرورة التطرق إلى تشجيع وتعزيز التسامح والتآخي وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق التعليم والدين والثقافة، مقترحاً تقديم برامج لمعالجة المشكلات، مشيراً إلى ضرورة التفرقة بين التسامح والحرية، وعلينا الوعي أن التسامح ليس حرية مطلقة. الإمارات سباقة أما البروفيسور سالفاتور مارتينينز مؤسس ورئيس مركز الفاتيكان الدولي للأسرة؛ فقال إن للإمارات دور السبق والريادة في استضافة هذه القمة بمشاركة علماء وباحثين ومفكرين ومثقفين من مختلف الأديان والثقافات والدول، وإن الحدث يمثل امتداداً لجهود الإمارات العالمية في تحقيق أمن وسعادة البشرية مبيناً أن مواضيع القمة، تأتي إيماناً بأن التنوع الحضاري والثقافي والديني والفكري، ينبغي أن يكون رافداً للتعاون والتحالف بدلاً من الفرقة والخلافات، وتوجيه الثروات والطاقات لبناء المجتمعات والنهوض بالحضارة الإنسانية العالمية جامعة.وأضاف نؤمن بعالم متسامح باختلافاته وأن هذه الخلافات يجب أن توحّدنا لا أن تقصينا، وشدد على أن العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعايش وإيجاد لغة مشتركة، بعيداً عن العنف والتطرف، موضحاً أن الحرية الدينية هي المبدأ الرئيسي للتعايش الإنساني والخروج عن هذه الفكرة، يهدد السلام بين الأمم، لأن التسامح يحمي جوهر القانون ويحفظ السلام. وقالت عهود الرومي في ردها على دور الحكومات: إن عملية نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر؛ تتشارك فيه الحكومات والمجتمع، ومن هنا كان إنشاء وزارة للتسامح ومعهد دولي للتسامح وسياسات حكومية أخرى، متطرقة إلى محور التعليم باعتباره أساسياً لإدخال قيمة التسامح في مناهجه وأنشطته، والتي تحض على احترام التنوع والتعددية، إلى جانب تنمية المعرفة وتبصير العقول بالقراءة الواعية، ونحن في الإمارات أمام حدث عالمي هو إكسبو 2020 ؛ حيث يلتقي على أرض الدولة ممثلون عن أكثر من 180 دولة، لتتشارك العقول والأفكار، وأرى أن مثل هذه المبادرات هي ترجمة عملية فعلية، لسبل غرس التسامح في النفوس.أما عمرو موسى، فينظر إلى دور الحكومة على أنه مهم وأن عليه أن يتركز في التعليم من المدرسة المنهج والمعلم وينبغي أن يتم إعداد وتأهيل هذه العناصر بشكل مناسب، لننجح في زرع الأفكار الإيجابية في أذهان النشء، كذلك التركيز على دور الأمهات وإعدادهن بشكل مناسب من خلال الارتقاء بمستواها التعليمي والتربوي لتأخذ بيد أبنائها، دعاة في المساجد والكنائس مؤكداً أهمية أن يكونوا على درجة من التأهيل، خاصة أن بعضاً منهم دفع المجتمعات نحو العنف.ويرى فيصل بن معمر، أنه يجب معرفة كيفية تجديد دور الحكومات وأن إدارة التنوع علمٌ بحد ذاته، وصولاً للتسامح واحترام التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة، واقترح أن تقدم الحكومات تسهيلات وأن تشجع على طرح المبادرات، لتساعد على تعزيز التسامح الذي أدواته المواطنة الشاملة واحترام التعددية وقبول الآخر، مشدداً على أن التكنولوجيا تلعب دوراً مهمّاً في نشر قيمتي التسامح والتعايش، مقترحاً وجود منصات حوارية تساهم في خدمة المشروع العالمي للتسامح. الشباب أداة التغيير البروفيسور سالفاتور مارتينينز مؤسس ورئيس مركز الفاتيكان الدولي للأسرة، اعتبر أن العالم يعيش أزمة روحية، ما يعرّض شعوب العالم للخطر، ونرى من خلال واقع عملنا، أن كل شرائح المجتمع ساعية إلى حياة مستقرة بعيداً عن العنف، لكن الحكومات في الواقع عند بعض الدول، لديها خطاب مغاير وأزمة القيادة هنا تضعنا في خطر بسبب غياب العدالة الاجتماعية والهجرة القصرية والنزاعات.وشدد المشاركون في الجلسة خلال مداخلاتهم، على ضرورة التصدي للسلوكيات المرفوضة من بينها: الكراهية وازدراء الأديان والتعصب الديني والعرقي، من خلال التوعية والتركيز على دور المؤسسات التعليمية والمنابر الدينية لترسيخ قيم الوسطية والتسامح وتجديد الخطاب الديني المعتدل إضافة إلى تآزر الجهود الحكومية والمجتمعية، لبناء مجتمعات تكرس الحقوق والحريات وتؤمن بالعدالة الاجتماعية.

مشاركة :