ميدل إيست آي : إخفاء جثمان خاشقجي يخالف تعاليم الإسلام

  • 11/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«إن الالتزام بدفن الموتى -أو إكرامهم- عادات بشرية قديمة وعالمية، والفشل في دفن شخص ما بشكل صحيح يجلب في كثير من الأحيان العار لعائلة المتوفى، ولا يوجد شيء يدل على الإقصاء من المجتمع أكبر من الحرمان من الحق في تلقي طقوس الجنازة، إن هناك رمزية قوية ترتبط بهذا الاستبعاد، ولهذا السبب يميل الطغاة إلى حرمان أعدائهم من الدفن المناسب».هكذا استهل محمد فاضل أستاذ الحقوق بجامعة تورنتو، مقالاً نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، وقال فاضل إن القتل الوحشي للصحافي السعودي جمال خاشقجي، والتخلص لاحقاً من جسده بدون دفن مناسب، يشبه أفكاراً قديمة جداً للاستبداد والاستبعاد وتدنيس المقدسات، استكشفها الكاتب اليوناني القديم سوفوكليس في مأساته «أنتيجون». وأضاف الكاتب: إن محمد بن سلمان هو ولي عهد المملكة العربية السعودية التي تدعي أنها تحكم بالشريعة الإسلامية، وأن دستورها هو القرآن وسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لكن في حين أن الإسلام يرفض بالتأكيد المعتقدات اليونانية القديمة حول حاجة المتوفى إلى طقوس الجنازة من أجل الانتقال إلى الحياة الأخرى، فإنه يشترك مع اليونانيين القدماء -والبشرية جمعاء- في ضرورة تكريم المتوفى من خلال منحه دفناً مناسباً. وتابع: من خلال قتل خاشقجي أولاً، ومن ثم إخفاء الجثة أو التخلص منها، أضاف قاتلوه إلى جريمة القتل التي ارتكبوها جريمة أخرى، وهي انتهاك حق المتوفى في دفن إسلامي كريم. ورأى الكاتب أن ابن سلمان ربما اعتبر خاشقجي متمرداً يستحق أشد عقوبة يمكن تخيلها، وهي الإبعاد الرمزي المطلق من المجتمع، لكن في الإسلام، المرتد وحده هو من ليس له الحق في أن يُدفن مثل المسلمين، وحتى ابن سلمان نفسه لم يجرؤ على توجيه هذا الاتهام إلى خاشقجي. وأضاف الكاتب: إن ابن سلمان يرى -كغيره من الديكتاتوريين الآخرين الذين سبقوه- أن من يتحداه هو كمن يتحدى الله، وبالتالي لا قوانين إنسانية ولا شرعية تكبح جماح تعاملاته مع خصومه، وولي العهد -مثل الطغمة العسكرية الأرجنتينية في السبعينيات أو بعثيي العراق وسوريا- ليس لديه أي وازع أخلاقي يمنعه من التخلص من جثث ضحاياه دون دفن مناسب، ويبدو أنه يرى أن هذا الطلب غريب وربما حتى تافه. وختم الكاتب مقاله بالقول: لا يسعنا إلا أن نأمل في أن يتم اكتشاف جثة جمال، وأن تتمكن عائلته من منحه الاحترام الذي يستحقه بدفن إسلامي مناسب، ولكن حتى ذلك الحين، من الأهمية بمكان أن تستمر الجالية المسلمة والمجتمع الدولي في فضح المملكة العربية السعودية، إلى أن تتحمل مسؤولية جريمتها، وتفرج عن جسده، وتسمح بجنازة مناسبة له.;

مشاركة :