لا تحقرنّ من المعروف شيئا

  • 1/17/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

نعيش في هذه الحياة وتُشغلنا أمور كثيرة بها، ويمضي وقتنا سريعا ونحن لا نعلم ما بين العمل والأهل ومتطلبات الحياة المختلفة، وبالتالي قد نجد أنفسنا مقصرين في أشياء كثيرة. قد لا تخلو مجالسنا من (القيل والقال) وأكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة (فلان عمل.. وفلانة سوّت..)، قد نؤخر الصلاة عن وقتها أو لا نصليها مع الجماعة في المسجد، وقد لا نَصِل أرحامنا إلا (بألسنة حسنة) وقد يظلم الرؤساء مرؤوسيهم، وقد لا يهتم الزوج بزوجته وأولاده، وقد تجعل الزوجة بيتها آخر اهتماماتها، وقد.. وقد .. وقد. لن أكون متشائما فيما ذكرت ولكنها أشياء واقعية موجودة في مجتمعنا، (كما أن هناك أشياء إيجابية أخرى) لكن هدفي من ذكرها ستجدونه أثناء قراءتكم المقال وأتمنى أن تزول عاجلا غير آجل. يقولون إن الشخص الناجح يفكر في الحل دائما أما الفاشل فيفكر في المشكلة، لو أن كل من قصّر في أمر ما فكر في الحل مليّا أو فكر في شيء يمحو ويكفّر تلك الخطايا لوجد الكثير من الحلول أمامه واحتار أياً يختار منها، فالله أنعم علينا بنعم كثيرة تمحو قصورنا وخطايانا، كالأذكار وقراءة القرآن وغيرها وهذه يعرفها أغلب الناس ولكن هناك أبوابا أخرى قليلة الكُلفة لها فائدة عظيمة وأجر أعظم، فأوجه الخير وأبوابه كثيرة ولله الحمد، وسأذكر لكم بعضها بـحجم ما تسمح لي مساحة هذا المقال. أعرف شخصا يخصص يوما في الأسبوع ليفعل به ثلاثة أشياء، فيصوم هذا اليوم ويؤدى الصلاة على جنازة ثم يتصدق بما يتيسر له. شخص آخر كان يبحث عن المساجد التي ما زالت قيد الإنشاء فيشترى بعض مواد البناء ويساهم في بناء بيت من بيوت الله. أحد من تناقشت معهم بهذا الموضوع كان حريصا على إصلاح ذات البين بين زوجة وزوجها أو أخ وأخيه أو والد وولده، أما آخر فكان يحرص على زيارة المرضى في المستشفيات، حتى الذين لا يعرفهم ولا تربطه بهم أي صلة سوى الإخوّة في الله، فكان يذهب إلى المستشفى ويزور أي مريض يقابله، فيطمئن على حاله ويواسيه ويدعو له بالشفاء العاجل، وكم كان لذلك من الأثر النفسي الإيجابي الكثير على المريض عندما يعلم أن هناك من يحس به. أما الأخير فكان يخصص مبلغا شهريا بما يتيسر له، فمرة كصدقة جارية ومرة لمشروع تيسير الزواج ومرة لدار رعاية المسنين ومرة لجمعية تحفيظ القرآن أو دور الأيتام، وكان دائما بَشوشا في وجه من يقابله، فتبسمك في وجه أخيك صدقة تُثاب عليها. أليست هذه بعضا من الأبواب الخيّرة التي قد نغفل عنها والتي تحمل الكثير من الأجر الذي يكفّر ما قد نقترفه من أخطاء، فليس بالضرورة أن تكون الأعمال الخيرية كبيرة ومكلفة، فبعضها كما ذكرت قد لا يكلف شيئا، ولكن أثرها كبير جدا. وفي الختام أذكركم بحديث خير البشر عليه الصلاة والسلام (لا تحقرنّ من المعروف شيئا). بإذن الله ألقاكم السبت القادم، في أمان الله. طالب دراسات عليا – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مشاركة :