لا تحقرن صغيراً!

  • 3/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من طرائف التاريخ أن رجلاً أتى لسهل بن هارون فقال‏:‏ أعطني ما لن ينقص من مالك شيئاً‏.‏ قال‏:‏ وما ذاك يا بن أخي؟ قال‏:‏ درهماً واحداً‏.‏ قال‏:‏ يا بن أخي‏ لقد هونت الدرهم! وهو طابع الله في أرضه الذي لا يعصى، والدرهم - ويحك - عُشر العشرة، والعشرة عُشر المائة، والمائة عُشر الألف، والألف دية المسلم! ألا ترى يا بن أخي إلى أين انتهاء الدرهم الذي هونته؟ وهل بيوت المال إلا درهم على درهم‏؟ على طرافة مبالغته في تضخيم الدرهم إلا أن كلامه فيه صحة، فمن يصرف يومياً مبالغ صغيرة في طعام أو قهوة سيجد أنها تراكمت في آخر الشهر. وفي الحديث: إياكم وَمُحَقَّرَاتِ الذنوب. غير أنك تستطيع أن تحوّل الصغير إلى كبير، ولدينا من الواقع مثال فريد يضربه لنا الكندي كايل ماكدونالد. لقد صنع شيئاً عجيباً: أخذ مشبك ورق عادي، وعبْر 14 مقايضة حصل منه على بيت! كيف استطاع ذلك؟ تجربة مدهشة بدأها عام 2005م، فقد كان لديه مشبك ورق عادي، تراه في أي مكتب بالمئات. ذهب لمدينة ثانية وكان هناك رجل يحتاج مشبكاً فأعطي كايل قلماً على شكل سمكة مقابل المشبك، ثم في اليوم نفسه بادل القلم بمقبض باب مصنوع باليد، وبعدها بكم أسبوع حصلت المقايضة الثالثة لما أعطى القلم رجلاً مقابل موقد تخييم، ثم استبدله بمولّد كهربائي، وقايض هذا مقابل "حفلة فورية"، وهذه رغب فيها رجل فأعطى مقابلها لكايل عربة ثلج، بعدها بأيام أخذها منه أحدهم مقابل رحلة لشخصين في كندا، وهذه أتت بشاحنة صغيرة مستعملة، ومن ثم عقد مع شركة فنية، ثم إيجار سنة لشقة، ثم لقاء مع المغني أليس كوبر، ثم لعبة لفرقة روك شهيرة، وهذه أعطاها للمخرج كوربن بيرنسن مقابل دور في فيلمه دونا أون ديماند، ثم المقايضة الأخيرة: أعطى الدور لممثل طامع فيه مقابل بيت صغير من دورين. لا تستحقر كل صغير!

مشاركة :