أعرب الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها السابعة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من وإلى اللغة العربية عن سعادتهم واعتزازهم بالفوز بهذه الجائزة العالمية الكبرى، سائلين الله العلي القدير أن يمتع راعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالصحة والعافية، وأن يحفظه ذخراً لوطنه وأمته والإنسانية لقاء ما يقدمه من أجل خير الإنسان وإرساء قيم السلام والتعاون بين الدول والشعوب. وأجمع الفائزون في تصريحات على هامش حفل تسليم الجائزة بمدينة جنيف السويسرية على أهمية هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير في مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي بين أبناء الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، وتجاوز الخلافات الناجمة عن غياب هذا التواصل. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مصطفى محمد قاسم الفائز بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية عن ترجمته لكتاب (مأساة سياسة القوى العظمى) أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة تُعد «نوبل» الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث يتنافس المترجمون في جميع دول العالم على نيل شرف الترشيح لها والتطلع للفوز بها من خلال ترجمة أفضل الأعمال وبذل كل الجهد في إجادة الترجمة. معرباً عن سعادته الكبيرة بالفوز بالجائزة في دورتها السابعة، واعتزازه بما تمثله من تقدير كبير من قبل جائزة تحمل اسماً عزيزاً على قلب كل أبناء الأمة العربية والإسلامية هو اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأضاف د. مصطفى قاسم أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للجائزة - باعتبارها إحدى آليات مبادرته - يحفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لا تنفصل عن عناية القيادة الرشيدة بالعلم والمعرفة ودعم البحث العلمي، كما لا تنفصل عن السياسات الرشيدة التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التواصل والتعاون بين كافة الدول والشعوب لما فيه خير وسعادة الإنسان أينما كان، لافتاً إلى أهمية الجائزة في تلبية احتياجات المكتبة العربية من الأعمال المتخصصة وتحفيز الترجمة في المجالات التي تحتاج إليها المكتبات العربية. من جانبه أعرب الدكتور بسام بركة والفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب (فلسفة اللغة) من الفرنسية للعربية، عن سعادته بالفوز بالجائزة باعتبارها شهادة بجهوده العلمية من قبل مؤسسة عالمية معروفة بموضوعيتها ونزاهتها مثل جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، مشيراً إلى أنه فور تلقي نبأ الفوز بالجائزة شعر بالطمأنينة والارتياح لوجود رجل عظيم وقائد حكيم اسمه الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - يرعى النتاج الفكري والإبداعات الشخصية ويحمي كنوز الفكر العربي والإسلامي ويبني جسوراً للتواصل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات العالمية. وأضاف د. بسام بركة أن رعاية المليك للجائزة - تجسّد رؤية شاملة لأهمية التواصل المعرفي والحضاري بين الناطقين باللغة العربية واللغات الأخرى وضرورة فتح قنوات الحوار الموضوعي البناء، مشيراً إلى أن التاريخ المعاصر سوف يسجل للملك عبد الله هذا الدور الكبير، كما تاريخنا الإسلامي أعمال الخلفاء المسلمين الذين كان لهم دور في تشجيع الترجمة والإفادة منها في ازدهار المعارف وانتشار الفكر العربي والإسلامي في جميع دول العالم وقتها ولا سيما في ظل تعدد مجالات الجائزة في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية وجهود المؤسسات والأفراد. أما الدكتور عبد العزيز بن عبد الله البريثن والفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب «موسوعة إضرابات طيف التوحد» فأكد أن سر سعادته بالفوز بهذه الجائزة العالمية الرفيعة هو ما تمنحه الجائزة من شهادة واعتراف بقيمة العمل الفائز، وهو ما يجعل هذا التتويج والتكريم باقياً مع من يناله وبل باقياً حتى بعد رحيله، مؤكداً أنه على الرغم من أن ترجمته موسوعة «اضطرابات طيف التوحد» اجتازت بنجاح التحكيم العلمي من قبل مركز الترجمة بجامعة الملك سعود، وكذلك من قبل المجلس العلمي للجامعة إلا أن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة هو الشهادة الأكبر والأهم بتميز الترجمة لهذا العمل الموسوعي الضخم والتي استغرق إنجازها 3 أعوام متواصلة من العمل والترجمة والبحث والكتابة. وأعرب د. البريثن عن تقديره لرعاية خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للجائزة، مؤكداً أن هذه الرعاية الكريمة تقدم أروع المثل للقائد العربي المسلم الذي يبني العقول وتُؤرقه معاناة أي إنسان، ويبذل كل جهد من أجل الخير والسلام وهو ما يجعل الجائزة مجازاً هي (جسر الملك عبد الله الثقافي) للتواصل بين الثقافة العربية الإسلامية وغيرها من الثقافات. وأشار د. البريثن إلى أن تنوع مجالات الجائزة يعزز من امتداد نفعها لكل إنسان يعيش على الكرة الأرضية، وهو ما يتفق وعالمية الجائزة، فضلاً عن أهميتها في سد احتياجات المكتبة العربية من مصادر المعرفة التي تخضع لأرقى معايير التحكيم العلمي داعياً أمانة الجائزة إلى وضع خطة إستراتيجية لطباعة الأعمال الفائزة بالجائزة وتقديمها للمكتبات المتخصصة في الوطن العربي والمراكز الأجنبية وطرحها عبر الموقع الإلكتروني للجائزة. من جانبه عبّر البروفيسور بيتر بورمان مدير معهد «جون رايلانز» للأبحاث بالمملكة المتحدة، وأستاذ الدراسات اليونانية والعربية بجامعة مانشستر عن سعادته بالفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها السابعة في مجال العلوم الإنسانية عن ترجمته لكتاب (الرسائل الفلسفية للكندي) إلى اللغة الإنجليزية، مؤكداً أن الفوز بهذه الجائزة العالمية يدعم جهود ترجمة التراث الفلسفي الإسلامي ونشره على نطاق واسع بين الناطقين والتعريف بثراء هذا التراث العظيم. وأشاد البروفيسور بورمان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجائزة كإحدى آليات مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، معرباً عن اعتزازه وزميله الدكتور بيتر آدامسون بفوز ترجمتهما لكتاب رسائل الكندي والتي استغرق إنجازها أكثر من 10 سنوات بالجائزة الفريدة، لما تمثّله أعمال الفيلسوف الإسلامي أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي من تعبير دقيق عن أهداف الجائزة في الانفتاح على الآخر وقناعة بأهمية التواصل المعرفي والعلمي عبر الثقافات من خلال الترجمة، وارتباطه الوثيق بحركة ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية إلى اللغة العربية. وأشار البروفيسور بورمان إلى أن ترجمة الرسائل الفلسفية للكندي، تمثل مجموعة كاملة لأعمال هذا الفيلسوف العربي والتي لم يتم نقل معظمها إلى أي لغة أوربية من قبل، مما يجعلها إضافة علمية مهمة للمكتبة العالمية والفكر الإنساني ونافذة للتعريف بأفكار الكندي والتراث الفلسفي الإسلامي بين الناطقين باللغة الإنجليزية. من جانبه أوضح د. بيتر آدامسون، والذي شارك في ترجمة كتاب رسائل الكندي أن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة يمثّل حافزاً كبيراً للمترجمين لنقل الأعمال المميزة في التراث العربي والإسلامي إلى اللغات الأخرى، ولا سيما أن ترجمة مثل هذه الأعمال الضخمة تستغرق وقتاً كبيراً وجهداً ضخماً، معرباً عن شكره للأمانة العامة للجائزة واعتزازه بالفوز بهذه الجائزة الكبيرة.
مشاركة :