قال كاتب مسرحية عمرو بن كلثوم الكاتب المسرحي رجاء العتيبي إنه من خلال المسرحية التي قدم عرضها الأول في افتتاح سوق عكاظ في دورته الثامنة أراد أن يوصل رسالة إلى العرب من خلال خشبة المسرح، مفادها أن فتكة عمرو بن كلثوم بالملك عمرو بن هند التي تغنى بها العرب طوال الحقب الزمنية أنها جانب سلبي بحت، فليس من المعقول أن جميع الخلافات تنتهي بالقتل، مشيرا إلى أن فتكة عمرو بن هند قديما انسحبت على كل العصور العربية فأصبحت كل خلافاتنا بعدها دم. وقال العتيبي إنه من خشبة مسرح سوق عكاظ تمت إعادة قراءة هذه الفتكة وقراءة عمرو بن كلثوم تاريخيا ليؤكد أن للآخر أهمية في حياتنا حتى لو اختلفنا معه. وعن رؤيته للمسرحية عرضا بعد أن قدمها نصا قال العتيبي "تختلف الرؤية، أنا أكتب نصا بينما تكون الرؤية البصرية عادة لمخرج العرض فكاتب النص لا يحمل رؤية إخراجية عندما يكتب وإنما يترك ذلك لمخرج العرض وأبدع المخرج فطيس بقنه في إخراج المسرحية بتشكيل بصري عال جدا وحجم إضاءة كبير لا يوجد إلا في هذا المكان". وقال "ظهر النص في شكل جميل وكان يهمنا ألا نكرر اللباس التاريخي قديما، بل الخروج بشكل بصري جديد مختلف حتى يكون العرض قريبا جدا من الناس وكنا لا نود اتباع المرويات عن حياة الشاعر عمرو بن كلثوم". وأشار إلى أن ما قاله المؤرخون وما كتبه المؤلفون لا نستطيع قوله على خشبة المسرح فهذا ليس مهمة الكاتب المسرحي فنحن نبحث عن الجانب الفني والإسقاطات وعن تقاطع أحداث عمرو بن كلثوم مع المشكلات الحالية التي نعيشها. وحول ما أشيع عن حذف بعض المصطلحات من النص قال العتيبي "سوق عكاظ ليس فيه محاذير وليس هناك رقابة بمعنى الرقابة بحيث تشترط على الكاتب بالحذف أو الإضافة فذلك غير موجود إطلاقا، وفي فكرة العرض لم نتطرق فيها إلى القصيدة التي قالها عمرو بن كلثوم أو حياته وهذا لا يعني أننا أخذنا رؤية فنية مكان أخرى أو أنه تم حذف شيء من النص، بل على العكس خرجنا برؤية فنية جديدة لم نتطرق فيها إلى قصائد عمرو بن كلثوم وحياته بل كان الهدف فتكه بالملك عمرو بن هند في لحظة غضب فهذا الجزء من حياته هو الذي عملنا عليه وقدمناه، فهمنا كان مشكلات الإنسان الذي يُقتل في أي خلاف". وعن الاستفادة من مسرحيات عكاظ وكيف يمكن أن تبقى قال العروض المسرحية في سوق عكاظ نتفق جميعا على أهمية بقائها ولكن المشكلة في الموازنة، مشيرا إلى أنه حتى نبقي عرضا مدة أطول نحتاج خدمات إنتاجية عالية جدا لها بتكاليف أعلى، مشيرا إلى أن حفظ المسرحيات ليس صعبا فهي موجودة في الإنترنت والقنوات التلفزيونية ولكن لا بد من أن تستثمر تجاريا واقتصاديا بحيث يكون الدخول لها بتذاكر ورعاة وداعمين وتجوب مناطق المملكة. وعن الجدل الذي يصاحب مسرحيات عكاظ عادة قال إنه كتب قبل أربع سنوات مسرحية طرفة بن العبد وكان الجدل الذي أحاط بها تحديدا هو علاقة المثقف بالسلطة، مشيرا إلى الجدل الآخر الذي صاحب إخراجه لمسرحية زهير بن أبي سلمى وهو التدخل الفارسي في الخليج العربي والاضطراب السياسي، وبين أن الجدل الذي يكون منطلقه فكريا وثقافيا ونقديا مرحب به وهذا هو جمال مسرحيات سوق عكاظ. وعن وجود الفنان السعودي قال الفن ليس بالجنسية وهو قيمة إنسانية عالية مثله مثل الرياضة، ومنطقة الفنون منطقة إنسانية وينبغي ألا نتحدث فيها عن الجنسيات فنحن لسنا مكتب عمل نتحدث عن السعودة ولا نستطيع أن نحدد في زمن معين ومسرح ومدة عرض أن نقول لا يوجد ممثل سعودي ولا نقيس على ذلك. وحول ارتباط مسرحيات عكاظ بشعراء المعلقات وماذا سيكون بعدهم قال لا أعلم بعد أربع سنوات واستنفاد شعراء المعلقات ماذا سيكون، مشيرا إلى أن الأمانة هي التي تحدد كل سنة شاعرا، مشيرا إلى أن كثيرا من الكتاب والمخرجين كتبوا وأخرجوا لسوق عكاظ وليست القضية فرصة بقدر ما هي جودة ولو أتيحت الفرصة للجميع لاختلف الأمر وكما أعتقد فالجميع شارك. وعن غياب الكاتبات عن مسرحيات عكاظ قال "لا يوجد نص رجالي وآخر نسائي والنص لا يذكر أو يؤنث وينبغي ألا نقول نص نسائي كما أنه ليس هناك مسرح سعودي أو مصري وإنما المسرح في السعودية أو في مصر. وعن العنصر النسائي ووجوده ذكر أن العنصر النسائي له إسهاماته الفاعلة على مستوى الملابس والديكور والنقد والكتابة والخبر الصحفي، مشيرا إلى أنه لا يعلم لماذا غاب العنصر النسائي عن كتابة نص لمسرح سوق عكاظ فهناك لجنة معنية بذلك.
مشاركة :