شارك معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عضو مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية لإعداد المترجمين التحريريين والفوريين الذي بدأ أعماله بمقر فرع منظمة الأمم المتحدة في جنيف بحضور 450 باحثاً ومترجماً من جميع أنحاء العالم بالتزامن مع حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السابعة للفائزين. وألقى معاليه كلمة في افتتاح أعمال المؤتمر عبر في مستهلها عن سعادته بتوافق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي للترجمة مع حفل تكريم الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مقر الأمم المتحدة بجنيف ، مؤكداً أن في ذلك مدلولاً واضحاً على التوأمة بين هذه الجائزة العالمية وأي جهد يهدف إلى حمل الترجمة بوصفها رسالة سامية في خدمة البشرية جمعاء ووسيلة للتواصل المعرفي والحضاري بين الأمم والشعوب وإنهاض مسيرة الحوار بين الحضارات والثقافات، وتجاوز كل ما يقف حائلاً دون تواصل الحضارات وتبادل المعرفة والأفكار بعيداً عن دعاوى صرام الحضارات. وأضاف معاليه أنه إيماناً بهذه المبادئ والقيم الإنسانية السامية أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جائزته العالمية للترجمة لتعبر عن رؤيته ورؤية المملكة العربية السعودية لأهمية تلاقي جهود المجتمع الدولي بكل دولة ومجتمعاته لإرساء القيم الإنسانية العليا، قيم الخير والعدل والتعاون والسلام وترسيخاً لمبادراته - حفظه الله - في تفعيل التعاون والتفاهم وتبادل المعرفة، ومد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات كافة، معبراً بمناسبة إطلاق هذه الجائزة العالمية عن عمق الرغبة في التبادل الثقافي والعلمي مع جميع شعوب العالم بلغاتها المختلفة وثقافاتها المتنوعة وهو ما قاد الجائزة عبر 7 سنوات من عمرها لتكون عنواناً كبيراً ومهماً في مجال التعاون المعرفي والحضاري بين الأمم من أجل الإسهام في تحويل اختلاف المحتوى المعرفي للغات البشرية إلى عملية تواصلية عبر جسر الترجمة ، ضمن التحولات التي يشهدها العالم اليوم في مجال التواصل العابر للغات ، مشيراً إلى أن الترجمة في جوهرها عملية حوار متبادل بين المعارف البشرية وواحدة من أهم إنجازات العقل البشري، فلولا تبادل المعارف عبر الترجمة لما وصلت البشرية إلى ما هي عليه اليوم من فتوحات العلم الباهرة، حيث كانت ترجمات العلماء في جميع دول العالم على اختلاف ثقافتهم كنزاً هائلاً للتعارف والتبادل المعرفي ، مدللاً على ذلك بإسهامات الحضارة الإسلامية من خلال عباقرة مثل الفيلسوف العربي المسلم بن رشد والتي شكلت وسيطاً لاستعادة الفلسفة اليونانية القديمة إلى أوروبا مرة أخرى خلال عصر النهضة الذي مهد للثورة الصناعية والتنوير، إلى جانب إسهامات الترجمات العربية المعاصرة في عملية التفاعل الحضاري مع الغرب منذ القرن التاسع عشر، وفتح آفاق معرفية وفكرية للأجيال العربية الجديدة. وأشار معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عضو مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر إلى وجود رابط قوي بين أهمية الترجمة من حيث كونها حواراً وتواصلاً بين ثقافات مختلفة ودورها في تفعيل التعارف الإنساني على مستوى الفكر والعلم، إلى جانب كونها فعلاً جليلاً من أفعال السلام الذي هو ثمرة المعارف المتبادلة وشرطها كذلك لجعل البشر أكثر تفاهماً وتسامحاً في ما بينهم ، مشدداً على حاجة العالم المعاصر لتفعيل دور الترجمة في نشر القيم الإنسانية والمعرفية للثقافات المختلفة في العالم من أجل تفكيك المشكلات الناجمة عن الجهل بالآخر وسوء الظن به، ولاسيما في هذا العصر الذي أصبح العالم فيه قرية كونية واحدة أصبحت المعرفة حق متاح للجميع. وقال بن معمر : "إننا جميعاً مطالبون بمضاعفة الجهد لتقريب المسافات بين الثقافات كافة وجعل التقدم العلمي والحضاري وسيلة خيرة من وسائل التنمية لكل البشرية مؤكداً على أهمية مساعدة ودعم رواد العلم والثقافة لتحقيق إنجازاتهم عبر تقديم الحوافز المعنوية والمادية من أجل تحطيم أسوار الجهل والصراع وبناء قلاع للعلم والمعرفة باعتبارهما حق من حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم".ووجه معاليه دعوة للمشاركين في أعمال المؤتمر لحضور حفل تكريم الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السابعة وتتويج عطائهم في هذا المجال النبيل الهادف إلى نشر المعرفة وتعميق روابط السلام والتعايش بين المجتمعات ، لافتاً إلى نجاح الجائزة منذ انطلاقها وتبوءها مكانة رفيعة في صدارة الجوائز الإقليمية والدولية المعنية بالترجمة وتأكيد صفتها العالمية وانفتاحها على اللغات والثقافات كافة، مدللاً على ذلك بقدرتها على استقطاب كبريات المؤسسات والأكاديميات العالمية التي باتت حريصة كل الحرص على المشاركة وترشيح أفضل أعمالها المترجمة للتنافس والفوز بالجائزة. وأوضح أن أعمال المؤتمر تعبر عن يقين المشاركين فيه بإنسانية رسالة الترجمة، والمشاركة في حفل تسليم الجائزة يعبر بدوره عن تقدير لأهميتها وللجهود الكبيرة التي تبذل من القائمين عليها لتحقيق هدف واحد ومشترك هو تفعيل دور الترجمة الجوهري في حوار الحضارات والثقافات. وفي ختام كلمته أعرب بن معمر عن شكره للقائمين على المؤتمر على إقامة حفل تسليم الجائزة ضمن فعالياته، متمنياً للمشاركين في أعماله النجاح والخروج بدراسات وأبحاث وتوصيات لدعم حركة الترجمة وتطوير قدرات المترجمين في جميع دول العالم.
مشاركة :