أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أمس، أن الحكومة لم تعط أي ترخيص لاستغلال الغاز الصخري في البلاد، في أول رد فعل رسمي رفيع المستوى على الاحتجاجات الغاضبة في الجنوب الجزائري والمستمرة منذ نحو أسبوعين. وأشار رئيس الحكومة الجزائرية إلى أن «استغلال الغاز الصخري ليس موضوعاً بعد على برنامج الحكومة». وأوضح أن برنامج البحث عن الموارد الغازية غير التقليدية يتلخص أولاً ببرنامج تجريبي للاستكشاف في «أهنات» (منطقة استكشاف في الصحراء) ثم حفر بئرين لدراسة احتياطات الغاز الغير تقليدي في هذه المنطقة. وشهدت الجزائر احتجاجات غير مسبوقة من سكان الصحراء (جنوب)، ضد خططها لاستثمار 70 مليار دولار لاستخراج الغاز الصخري من أجل زيادة مداخيلها من المحروقات. واندلعت الاحتجاجات في عين صالح وتمنراست (2000 كلم جنوب الجزائر)، منذ إعلان وزير الطاقة يوسف اليوسفي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) أن الجزائر نجحت في حفر أول بئر تجريبية للغاز الصخري في هذه المناطق حيث أغلب احتياطات هذه المحروقات غير التقليدية. وقال سلال أن نهاية التجارب ستكون في «أواخر عام 2015»، وستستمر دراسة نتائجها مدة سنتين من أجل تقدير الاحتياطات ودراسة التأثير على المحيط. وقال إن البرنامج المذكور «سبقه دراسة أولية للبئرين المنجزين». وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق كورقلة والأغواط وأدرار وكلها صحراوية تنتشر فيها آبار النفط والغاز، ولم يسبق لها أن أثارت احتجاج السكان. في المقابل، وبعد أسابيع من الصمت وعدم الاكتراث لمطالب المحتجين الرافضين للغاز الصخري، خرج المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز العامة «سوناطراك» سعيد سحنون عن صمته معلناً استثمار 70 بليون دولار خلال الـ 20 سنة المقبلة لإنتاج 20 بليون متر مكعب من الغاز الصخري سنوياً. وأكد سحنون أن ذلك سيسمح بتوفير 50 ألف فرصة عمل. وحاول بعض الوزراء الدفاع عن موقف الحكومة باستغلال الغاز الصخري وطمأنة المواطنين، من بينهم وزيرة البيئة دليلة بوجمعة، التي أكدت أنه «لا توجد دولة في العالم تريد الضرر لمواطنيها». وأضافت: «لقد اشترطنا توفير التكنولوجيا اللازمة لاستخراج الغاز (من دون أضرار) وأعتقد أنه عندما نصل إلى هذه المرحلة ستكون التكنولوجيا جاهزة». واتهمت الحكومة الجزائرية شخصيات في المعارضة بـ «إشعال نار الفتنة» واستغلال قضية الغاز الصخري في بلد يعتمد بشكل شبه كلي على تصدير المحروقات ويوفر وقوداً ومحروقات لمواطنيه بأسعار مدعومة. في سياق آخر خرج آلاف الجزائريين أمس، في مسيرات منددة برسوم «شارلي إيبدو» الفرنسية المسيئة للإسلام. واعتقلت قوات الأمن عشرات المحتجين وسط العاصمة حيث جرت المسيرات.
مشاركة :