النساء يتقدمن الاحتجاجات ضد الغاز الصخري في الجزائر

  • 3/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتقدم النساء في جنوب الجزائر احتجاجات غير مسبوقة على استخراج الغاز الصخري في منطقة عين صالح جنوب البلاد. ومنذ أكثر من شهرين، يعتصمن يومياً بلباسهن التقليدي ذي الألوان الزاهية، في «ساحة الصمود». وتتوزع المشاركات في الاحتجاج بين ربات بيوت يصطحبن أولادهن إلى جانب عازبات. واتحدت المتعلمات مع غير المتعلمات، من أجل هدف واحد هو مقاومة استخراج الغاز الصخري. وقالت بابا بن عبدالسلام: «لا نريد الغاز الصخري»، موضحة أن «الله رزقنا بأرض غنية بالغاز والنفط التقليدي، فلماذا نبحث عن الغاز الصخري الذي سيضر بصحتنا». ولا يحتوي باطن الأرض في الصحراء الجزائرية على النفط والغاز فقط الذي يشكل 95 في المئة من مداخيل البلاد من العملة الصعبة، ولكن الأرض غنية بالمياه الجوفية التي تضمن استمرار الحياة في هذه المناطق القاحلة. وتسود مخاوف من أن يؤدي استخدام تقنية التكسير الهيدروليكي للصخور باستخدام الماء والرمل وبعض المواد الكيماوية من أجل استخراج الغاز المحبوس فيها، إلى تلويث المياه الجوفية. وفي كانون الثاني (يناير) 2013 عندما كانت الأنظار موجهة نحو الجزائر لمتابعة الهجوم على منشأة عين أميناس الغازية في تيقنتورين والذي أسفر عن 40 قتيلاً أجنبياً، صادق البرلمان الجزائري على قانون جديد يسمح باستخراج الغاز الصخري، من دون أن يثير ذلك جدلاً كبيراً. وبدأت بعد بضعة شهور الاستكشافات في حوض احنات على بعد 30 كلم من عين صالح من دون احتجاجات. لكن منذ إعلان وزير الطاقة يوسف يوسفي في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن الجزائر نجحت في حفر أول بئر تجريبية للغاز الصخري بشراكة مع «هاليبورتن» الأميركية قرب عين صالح (1500 كلم جنوب الجزائر)، بدأت موجة غضب غير مسبوقة في هذه الواحة المعروفة بسكونها. وعين صالح هي إحدى مدن ولاية تمنراست عاصمة الطوارق، وهي مفترق طرق جنسيات أفريقية متعددة يختلط فيها الرجال والنساء. وانضمت النساء إلى الاحتجاجات التي فاجأت الحكومة بعدد المشاركين فيها وأيضاً بمدتها، حتى أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يحقق نتائج قياسية في كل المواعيد الانتخابية، اضطر إلى إرسال وفود تلو الوفود لمحاولة تهدئة الوضع، من دون أي نتيجة. وناشدت بابا الرئيس بوتفليقة التدخل ودعت له بالشفاء من مرضه الذي أقعده على كرسي متحرك منذ سنتين. وزادت: «انتخبناه ونناشده أن يسمعنا ويلبي طلباتنا، فنحن لسنا في مواجهة مع السلطات». ونشرت امرأة أخرى فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وجهت فيه سؤالاً إلى بوتفليقة قائلة: «ألم تحقق أكبر النتائج الانتخابية في الصحراء». وصرخت هذه المرأة أمام الكاميرا بلغة عربية فصيحة: «القلب باك والعين دامعة، نحن أبناء الجنوب نحن أبناء الصحراء نحن أبناء عين صالح، نعيش هاجس الغاز الصخري، هاجس الطاقة الفتاكة، الشعب كل يوم في الشوارع يندد وينوح، لا للغاز الصخري».

مشاركة :