البرشلوني الذي قام بإعادة شريط مباراة برشلونة ضد أتليتكو مدريد الاخيرة وركز على مستوى كل لاعب سيكون قد استمتع كثيرا بأداء أغلب اللاعبين. واحد من أكثر البارزين بتلك المباراة كان لويس سواريز، المهاجم الأوروجوياني أظهر بشكل قاطع لأي نقاش ممكن لماذا هو أحد أفضل التعاقدات التي قام بها البرسا بالسنوات الاخيرة لتعزيز خط هجومه. لويزيتو كما يحلوا لعشاقه تسميته أعطى البرسا أفقا جديدا بطريقة الوصول الى مناطق الخصم و تهديده بأفكار جديدة غير تلك النمطية التي يتوقعها الخصم من اسلوب البلوجرانا. منذ 3 سنوات تقريبا بدأت المطالبات بوجود رأس حربة في البرسا تزداد يوما بعد يوم بحثا عن حلول جديدة للفرق التي تركن الحافلة أمام مرماها خصوصا أنه في مرات عديدة أظهر اللعب بـ9 وهمي أنه لا يعطي النتيجة المطلوبة. بالمباراة ضد الاتلتي ظهر بشكل واضح لماذا لويس سواريز هو مهم جدا هذه الاوقات للفريق، فهو ليس مهاجما تقليديا يبقى داخل الصندوق ينتظر تمويل زملائه بالكرات لينهيها هو، فهذه ليست النوعية المهاجمة للبرسا و اعتقد انه مع تطور كرة القدم عبر السنوات يصبح هذا النوع مع المهاجمين الكلاسيكيين أقل طلبا. سواريز يدخل الملعب ليسجل الأهداف لكنه قبل ذلك يكدح لفريقه و أقصد كل حرف بهذه الكلمة فهو يقوم بعمل هائل بالمساهمة بتحضير اللعب و صناعة الاهداف بشكل سخي، ولا يكتفي بذلك فهو يقدم مساندة دفاعية و يلاحق الخصم 1 على 1 وهذه خصل بمهاجم يجب ان نكون سعداء بها. من الواضح أن بداية لويس سواريز في البارسا لم تكن سهلة، لا ننسى أنه تعرض لعقوبة إيقاف طويلة نسبيا من الفيفا بعد حادثة عض جورجيو كيلليني في المونديال و3 أشهر بدون لعب مباراة كرة قدم بإستثناء مباراتين وديتين مع منتخب بلاده ضد السعودية وعمان هذه لا تكفي لكي ترفع فورمة أي لاعب مهما كانت قدراته. الـ9 وجد نفسه فجأة يعود للعب بأكبر مباراة بالعالم الكلاسيكو والذي ركز معه بذلك اليوم مع الأخذ بعين الاعتبار كل الظروف التي كانت قبلها، خرج بإنطباع أن البرسا حصل على القعطة التي كانت تنقصه لربطها مع ميسي و نيمار. بالتأكيد التفاهم بين الثلاثي الهجومي لم يكن متوقعا من اول يوم لكنه بمرور الوقت يصبح أفضل فأفضل، و سواريز يبدأ تدريجيا بحفظ زملائه و طريقة تفكيرهم وهذه اشياء يمكن التدرب عليها لكنها تُصقل بالملعب اثناء المباريات. عندما تمتزج كل مكونات هذه الخلطة اللاتينية سيبدأ بتسجيل الاهداف بسهولة أكثر مما كانت عليه بالاشهر الماضية مع أنه يبدو من السذاجة نسيان كل ما يقدمه داخل الملعب والتركيز فقط على شح الاهداف، بالنسبة لي أفضل أن يبقى هو كما الآن على مستوى التهديف ولا تتغير طريقة لعبه، فالخصلة الجميلة به هو أنه غير اناني ويفرح لأهداف الآخرين وهذه شروط نجاح أي شراكة للاعبين كبار على أرضية الملعب. صاحب الحذاء الذهبي للموسم الماضي كأفضل هداف في أوروبا بدون ركلة جزاء واحدة يظهر عليه الارتياح و السعادة لحياته الجديدة في برشلونة، حتى و إن لم يكن نجم الفريق الأول لكن القفزة التي حققها بمشواره تعطيه الكثير من الحافز لتحقيق الالقاب التي لم يفز بها كثيرا بمسيرته، الآن حان وقتها و لا يوجد افضل من ان تكون مع البرسا. الخبر الذي يثلج الصدر هو اننا حتى الان لم نر أفضل لويزيتو، القادم اجمل.
مشاركة :