الرباط - كشف الأمن الأردني أن قصة اختطاف وتعذيب يونس قنديل أمين عام “مؤسسة مؤمنون بلا حدود” كانت مختلقة، وأنها تمت بتدبير منه ومن أحد أقاربه. وعزا مراقبون لجوء قنديل إلى اختلاق قصة الاختطاف إلى البحث عن بطولة أو لفت الأنظار إلى أهمية الدور الذي يقوم به، خاصة أنه يعرف أن من السهولة تحقيق شهرة واسعة بقصة تتعلق بعمليات اختطاف ارتبطت في الأذهان بسلوك المجموعات الإسلامية المتشددة، في وقت تلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا وسريعا في صعود هذا الشخص أو ذاك كما أنها تستطيع أن تطيح به بالسرعة نفسها. ويعتبر خبراء في الاتصال أن اختلاق قنديل، الذي يتحمل مسؤولية مؤسسة فعالة ومؤثرة في مواجهة التشدد، يكشف عن أن الرهان على الانتشار في مواقع التواصل الاجتماعي بدأ يغير كل شيء بما في ذلك وسائل الاختلاق والفبركة، فمن الواضح أن الأخبار الملفقة لم تعد تكفي وأن الحدث الملفق صار مطلوبا أيضا. وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن إن فريق التحقيق الخاص في قضية قنديل والاعتداء عليه قد أنهى التحقيق وتبين عدم صدق ادعائه واختلاقه لذلك بالاشتراك مع ابن شقيقته. واعتبر محمد العاني المدير العام لـ”مؤسسة مؤمنون بلا حدود”، في تصريح لـ”العرب” أن ما حدث حساس، وأن المؤسسة تنتظر المزيد من المعلومات حول تفاصيل التحقيق لتصدر موقفها النهائي. ويشير المراقبون إلى أن سمعة المؤسسة قد تتضرر بسبب لجوء قنديل إلى اختلاق قصة البطولة، خاصة أنها تخوض معركة فكرية هادئة مع التيارات الإسلامية المتشددة، ونجحت في إزعاجها، لكن التأثير سيكون ظرفيا ومحدودا، خاصة أنها تلقى دعما واسعا من المثقفين العرب. إقرأ أيضاً: #يونس_قنديل شهرة على الشبكات الاجتماعية بصفة "كاذب" وقال الأكاديمي الأردني حسين البناء، إنه “إذا صحّت نتائج التحقيقات وأكدها القضاء، فإن الادعاء بالخطف الذي أعلنه قنديل هو جريمة سيعاقبه القانون عليها، وإنه لم يخدع أحدا؛ فالمثقفون لا ينخدعون، بل قاموا بإعلان موقفهم الأخلاقي والإنساني الطبيعي لأي مثقف في العالم، فلا خطف ولا ضرب ولا قتل مقبولا في دولة القانون والحرية والحداثة؛ فذلك شكل من الإرهاب المرفوض”. ومن الواضح أن الأمن الأردني سعى لإماطة اللثام عن حادثة الاختطاف والاعتداء التي رواها قنديل لما فيها من تأثير على صورة الأردن وأمنه، وسرعة الكشف عما جرى كان هدفه التأكيد أن المملكة الهاشمية ليست واقعة تحت أي نفوذ للمتشددين، كما أوحت بذلك حادثة الاعتداء المزعوم. ووجه مدعي عام محكمة عمان تهم الافتراء، وإثارة النعرات والحض على النزاع، وإذاعة أنباء كاذبة من شأنها أن تنال من هيبة الدولة أو مكانتها. وكان يونس قنديل قد أشار سابقا إلى أنه تعرض للاختطاف والتعذيب عندما كان عائدا إلى منزله بمنطقة أبوعليا في طبربور، إذ استوقفه شخص ملثم وأشهر في وجهه السلاح، واقتاده إلى منطقة حرجية بمنطقة عين غزال. وعبر الباحث الأردني في الجماعات الإسلامية، عاصف الخالدي، في تصريح لـ”العرب” عن صدمته واصفا واقعة الاختلاق بأنها حدث غريب على ساحة الفكر، مشيرا إلى أن تضامنه مع يونس قنديل بسبب الصداقة التي تربطه به وبالمؤسسة، منتظرا موقف المشرفين على المؤسسة لاستجلاء الوضع أكثر. وقال رائد الخطيب رئيس مركز مسارات نور بالأردن، والذي كانت “مؤمنون بلا حدود ستنظم معهم مؤتمرا بالأردن، إن علاقتنا مع مؤسسة مؤمنون تنحصر فقط بفكرة عقد مؤتمر (انسدادات المجتمعات الإسلامية) الذي تم منعه، وهذا مؤتمر فكري ونحن مازلنا مبدئيين بالنسبة لحرية الرأي والتعبير والتفكير باعتبارها مسألة مقدسة ومصانة دستوريا وقانونيا وملتزمون بالدفاع عنها”. وحول حادثة تزوير الواقعة قال الخطيب في تصريح لـ”العرب”، “إن التضامن مع قنديل أثناء ادعائه بعملية الاختطاف تضامن مع الأخلاق الإنسانية، لكن ما قام به عملية سقوط أخلاقي، وننظر لها كما لو كانت أعدت فعلا لضرب مدنية الدولة الأردنية وهذه العملية هي استغلال لفكرة التحريض من أجل القيام بأعمال مشينة أخلاقيا”.
مشاركة :