تتجه الولايات المتحدة والعشائر إلى تنسيق العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» بمعزل عن الحكومة الاتحادية التي يراها الطرفان تتقاعس عن تسليح العشائر وتشكيل قوات «الحرس الوطني» في المحافظات السنّية، لأسباب مالية وأخرى سياسية. وقال أحمد الجميلي أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» إن «مسؤولين أميركيين أعربوا خلال لقاءاتنا بهم عن استيائهم من تجاهل الحكومة الاتحادية لدعم العشائر في الأنبار التي تقاتل داعش». وأضاف الجميلي أن «القوات الأميركية بدأت بالفعل تنسيق المواقف العسكرية مع العشائر بمعزل عن الحكومة الاتحادية»، مشيراً إلى أن «الحكومة أوصلت رسائل إلى العشائر عبر مسؤولين محليين مفادها أنها تعاني مشاكل مالية إضافة إلى تحفظات سياسية على تشكيل الحرس الوطني». ويتواجد العشرات من المستشارين العسكريين الأميركيين في قاعدة «عين الأسد» في ناحية البغدادي، حيث تستقبل هذه القاعدة العديد من قادة القبائل والعشائر في الأنبار للبحث في المعارك الجارية يومياً ضد «داعش». ولفت الجميلي إلى أن «العديد من العشائر في هيت وحديثة والقائم، الواقعة أقصى غرب الأنبار، أبلغت المسؤولين الأميركيين خشيتها من تعرضها لعمليات إبادة في حال خسارة المدن التي يدافعون عنها، خصوصاً قضاء حديثة وناحية البغدادي». ومن المقرر أن يبحث وفد رسمي وعشائري من الأنبار في الولايات المتحدة اليوم مع مسؤولين عسكريين دعم العشائر السنية المناهضة لتنظيم «داعش» في العراق. وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية أن مسؤولين عسكريين أميركيين، بينهم ضباط من المارينز والقوات الخاصة، زاروا العراق الأسبوع الماضي لتقويم الاستعدادات المحلية لمحاربة «داعش»، وشملت زيارتهم قواعد «التاجي» شمال بغداد، و»عين الأسد» و»الحبانية» في الأنبار. كما أعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي في بيان أمس أن الجنرال كليفلاند قائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي زار معسكر «تحرير نينوى» واطلع على التدريب الذي يتلقاه منتسبو المعسكر على يد المدربين الأميركيين». وأضاف البيان أن كليفلاند «اطلع أيضاً على أحوال المعسكر واحتياجاته، وأبدى ارتياحه لوجود ضباط عراقيين تحدثوا معه بمهنية عن خططهم لتحرير الموصل واحتياجاتهم». إلى ذلك، قالت مصادر في مدينة الرمادي لـ «الحياة» إن «الفصائل الشيعية توغلت في محافظة الأنبار إلى أطراف الرمادي، بعدما كانت تتمركز في قرى وبلدات إنبارية ملاصقة لحدود بغداد الغربية والجنوبية لحماية العاصمة. وأوضحت المصادر أن مقاتلين عن فصائل «عصائب أهل الحق» وكتائب «حزب الله» (العراقي) دخلت ناحيتي «الرحالية» و «البو حياة» التابعتين للرمادي، بالتزامن مع عمليات عسكرية على قضاء الفلوجة. وهذه هي المرة الأولى التي تتوغل فيها الفصائل الشيعية إلى مركز الرمادي، بعدما كان انتشارها يقتصر على ناحيتي «الكرمة» و «الصقلاوية» القريبتين من حدود بغداد الغربية بهدف منع تسلل المسلحين إلى بغداد. وحذر رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي من «اقتتال عشائري» بعد مرحلة القضاء على «داعش»، وطالب القوات الأمنية والحشد الشعبي «عدم الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم». وقال خلال المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب الذي عقد في بغداد أمس «إننا نحذر من صفحة أخرى من صفحات الخلاف والاقتتال على المستوى العشائري بعد صفحة داعش في المحافظات التي يحتلها». وطالب «القوات الأمنية ومن يساندها بعدم التعرض للممتلكات ودور العبادة وإرجاع المهجرين لإنهاء معاناتهم»، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وكل المرجعيات الدينية والسياسية إلى «عقد ميثاق شرف ملزم يحرّم سياسة الكراهة الدينية والدعوات الطائفية والإساءة إلى رموز الأديان ومعتقداتهم». وفي بغداد أفاد مصدر في وزارة الداخلية أن عبوة ناسة انفجرت أمس بالقرب من سوق شعبية في منطقة سبع البور شمال بغداد أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين. وأفاد مصدر أمني في محافظة بابل بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس في منطقة «مويلحة» التابعة لناحية الإسكندرية، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص تصادف مرورهم لحظة وقوع التفجير.
مشاركة :