تشتهر «قلعة عيرف» بأنها قلعة تاريخية ومتحف أثري ظل شامخا ومتماسكا على مر السنين ليكشف عراقة منطقة حائل التاريخية ويبرهن على قدرة سكانها القدامى على تشييد أنواع من العمارة المتميزة التي ظلت باقية على مر العصور لتشهد على قوة بنيانها، ومهارة من أتقنها. وتقع القلعة في وسط «عروس الشمال» حائل وعلى مساحه تبلغ 440 مترا والذي يتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 مترا، يعرف باسم «جبل عيرف» وهو ما نسبت إليه تسمية القلعة. وقال خبراء للآثار والتراث إن «القلعة شيدت في نهاية القرن الـ11، وبداية القرن الـ12، وقد بنيت لغرض مراقبة الأعداء ورصد تحركاتهم قبل وصولهم للمدينة، لذلك روعي في بنائها أن تكون في موقع «مرتفع» وخارج نطاق المدينة، كي يتمكن المرابط فيها من مشاهدة القادمين إليها من مسافة كافية. ووفق لـ«مهتمين» في علم الآثار والتراث في حائل فإنه تم بناء القلعة من الطين اللبن، وتزويدها بالأبراج والفتحات لمراقبة الأعداء والدفاع عن سكانها من أخطار الخصوم والغزاة حتى أضحت بمثابة الحارس الأمين للمدينة ومن يقطنها، ثم توالت عليها الإضافات والبنايات في عصر «آل رشيد»، حتى وصلت لشكلها الحالي، وهي عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل ومتوسطة الحجم يحيطها سور متين ومزودة بفتحات لتصريف مياه الأمطار. و حينما تتجول داخل القلعة يلفت انتباهك أنها «مزودة» بكل ما يحتاج إليه «المرابط»، إذ تتوافر فيها أماكن للنوم وأخرى للتخزين ومصلى ودورات للمياه، إلى جانب كثرة أعداد الأبراج وفتحات المراقبة والدفاع بداخلها والتي يبلغ عددها 30 برجا، لتظل شاهدة هي الأخرى على زمن ولى في عهد «سحيق» انعدم فيه الأمن وتفشت فيه الفرقة و«الفوضى» وسيطر الخوف فيه على نفوس «الحائليين» القدامى، إلى أن تحولت القلعة في عصور حديثة لموقع يستطلع من خلاله هلال شهر رمضان المبارك ويطلق منه مدفعه ذو الصوت «الشديد» لتنبيه الصائمين عندما يحين موعد إفطارهم، قبل أن يتحول إلى مزار سياحي في زمننا الحالي الذي عمت فيه نعمة الأمن والأمان والإخاء أرجاء الدولة السعودية كلها. يذكر أن زوار مدينة حائل خلال الأيام الحالية التي تشهد إقامة مهرجان الصحراء الثامن، يحرصون على زيارة متاحفها الأثرية وقراها التراثية والتعرف عليها عن كثب ويأتي في مقدمة تلك الآثار قلعة عيرف التاريخية. وينظم مهرجان الصحراء من قبل أمانة منطقة حائل، والهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة حائل ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الزراعة وجامعة حائل ومركز التنمية الاجتماعية بحائل ومجلس التنمية السياحية بحائل، وبمشاركة الغرفة التجارية بحائل وحرف السعودية وإسمنت حائل وجريدة عكاظ وصحيفة الوئام الإلكترونية وإذاعة الرياض ووكالة البراق. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «عيرف» قلعة تاريخية تبرهن مهارة الحائليين «القدامى» في فن العمارة
مشاركة :