مثّل اليوم المفتوح لأطفال الأسر المضطربة والمفككة نموذجا لافتا للتعاون المثمر بين قطاعات الدولة ووزاراتها المختلفة بما يخدم الصالح العام للمجتمع. حيث نظّمت دار التوجيه التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مؤخرا فعاليات تثقيفية وترفيهية لأطفال الدار بمشاركة وفد صحي من الكوادر الفنية لمركز اللياقة الطبية بالدمام. وحول هذه الفعالية قال مدير مركز اللياقة الطبية بالدمام التابع لإدارة المراكز الصحية الأولية بالدمام زياد القحطاني: إن مشاركة كوادر المركز تأتي ضمن سعي وزارة الصحة إلى نشر الثقافة الصحية عبر مشاركتها في الفعاليات التي تخدم هذه الفئة العزيزة من المجتمع والمتمثلة في الأطفال الذين ينبغي المحافظة عليهم باعتبارهم عماد مستقبل هذا البلد، مشيرا إلى أن الدكتورة كوثر الخضيري أسهمت في التحضير لهذه الفعاليات باعتبارها ممثلة لمركز اللياقة الطبية عبر إعداد محاور الفعاليات وتحضيرها بعناية بحيث تكون مناسبة لخصوصية هذه الفئة. الخضيري أشارت من جهتها إلى أنه بالرغم من خصوصية أوضاع الأطفال إلا أنهم شاركوا وتفاعلوا مع الفعاليات بشكل كبير عبر مساهمتم في إكمال قصّة للقاص القدير جبير المليحان الرئيس الأسبق لنادي المنطقة الشرقية الأدبي التي اختارها وقرأها عليهم فني المختبر القاص زكريا العبّاد بأسلوب تمثيلي جذّاب، وهدفت هذه الفقرة إلى تعريف الأطفال بعناصر القصة القصيرة، حيث تَرَكَ العبّاد للأطفال تخيّل نهاية القصّة التي تشبه بعض تفاصيلها حالة الأطفال الذين يعيشون بعيدا عن أسرهم بهدف تدريبهم على ابتكار نهايات سعيدة وزرع روح التفاؤل والإيجابية فيهم، وساهم الأطفال في الألعاب الجماعية التي قدّمها أخصائي المختبر علي رجب التي تهدف إلى توفير روح التعاون والتنافس بينهم. من جانبه، قال ناصر الكوّاي أحد المشرفين على الدار: إن وزارة الشؤون الاجتماعية أنشأت هذه الدار بهدف تربية وتقويم وتأهيل الطلاب المعرضين للانحراف ممن بلغوا السابعة ولم يتجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، مضيفا: تقبل الدار رعاية بعض الفئات الخاصة بعد فحص حالتهم بدقة، ومن هذه الفئات: المارقون عن سلطة آبائهم أو أولياء أمورهم، المهددون بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري أو قسوة الوالدين أو سوء سلوكهما، كما تقبل الدار من ساء توافقه مع بيئته أو مدرسته أو جيرانه أو ارتكب فعلا مخالفا يعاقب عليه الشرع، مؤكدا أن الدار تقدّم أوجه الرعاية المتكاملة للأطفال كي يعودوا إلى أسرهم وإلى المجتمع بعد صلاح حالهم واستقامة تصرفاتهم. من جهته، قدّم رئيس فنيي المختبر ومنسق الفعالية عبدالله السالم في ختام الفعالية الشكر للأطفال ولإدارة الدار لتنظيمها مثل هذه الفعالية الشيقة، قبل أن يختتم الحفل بتقديم الهدايا لجميع الأطفال ولأعضاء إدارة الدار والتقاط الصور التذكارية.
مشاركة :