للتطرف «قاعدة» في عقول الصغار

  • 1/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مقابلة بين مسؤول عربي وآخر أمريكي عقب 11 سبتمبر، تساءل الأمريكي عن تصريحات لمسؤول بالدولة العربية كانت قابلة لإساءة الفهم حول الموقف من تداعيات إرهابية بعينها، فضحك المسؤول وقال إنه لم يكن جديا، فقال الأمريكي ولكننا تعاملنا معها بجدية، ذلك يعني أنه فيما يتعلق برمال سياسية وأمنية متحركة يخضع كل شيء للتحليل والوصول إلى نتائج تحمل استخلاصا بأحد أمرين «سلبي» أو «إيجابي» ولا يمكن التجاهل أو وضع أمر في المنطقة الرمادية المحايدة. مؤخرا ألقت الجهات الأمنية المختصة القبض على مراهق في الخامسة عشرة من عمره، عقب تهديده إحدى الشركات الكبرى بالقيام بعملية إرهابية لصالح تنظيم «القاعدة»، وذلك خلال تغريدة نشرها الطالب بالمرحلة الثانوية من خلال حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهو وإن لم يكن جدّيا إلا أن التعاطي مع الأحداث بهذا الأسلوب السطحي يجعلنا نستدعي عدة أمور ترتبط بحداثة سنه. حين يتعامل المراهقون مع الأفكار الإرهابية في سياق التسلية لا يمكن أن نتجاهلها أو نتعامل معها على أنها غير جدية، لأنه ببساطة كل الأمر يخضع لمبدأ «ما يمكن أن يساء فهمه سيساء فهمه»، فالموت والدم ليس فضاء مثاليا لتسلية الصغار ولهوهم، لديهم مساحات واسعة من اللهو والتسلية البريئة، ومن المنظور النفسي فإننا في الواقع نستكشف تحديا عميقا يتعلق بسيكلوجية أبنائنا وحمايتها من تخريبات الفكر المتطرف وغزوها لعقولهم ووضعهم في مجال شبهات قابلة لأن تنمو سلبيا معهم بما يهيئهم لاختطاف المتطرفين. الحالة تكشف عن إحلال للتطرف مكان السلامة النفسية والذهنية لدى الصغار، وذلك يستدعي معالجات ومراجعات سلوكية ونفسية عميقة، ينبغي فتحها وإطلاقها فورا لإدراك ما أصاب هؤلاء من تعطيل لحقوقهم العقلية في الوصول لخيارات أفضل من العبث بأفكار التنظيمات المتطرفة، لأنهم بذلك أقرب إلى تلك التنظيمات والتشويهات التي تحدثها فيهم، وأبعد من حقوقهم في البراءة والتمتع بتنشئة آمنة وسليمة. والتطرف من حولنا ولا شك ولا بد أن يصيب البعض، ولكننا حين ننظر إلى الصورة الكلية، نجد تلك القلة التي تتبنى الأفكار المتطرفة وتخترق بها عقول الناشئة، وأول التخريب العقلي والسلوكي كلام ومزاح وآخره حزام ناسف أو رصاصة غادرة، تلك نتيجة حتمية إذا لم نتعامل بجدية مع وقائع ظاهرها سهل وباطنها صعب، ومن المؤسف أن يمتلك ابن الخامسة عشرة فكرة بهذا السوء ربما لديها امتدادها في وسطه المدرسي أو المجتمعي، وذلك ما ندعو لدراسته والنظر فيه وصولا إلى نتائج قبل أن تقع الفأس في الرأس. كاتبة

مشاركة :