كشفت مصادر يمنية رفيعة لـ»المدينة» عن وصول خبراء عسكريين روس الى العاصمة صنعاء، ليلة أمس، دون علم الرئاسة اليمنية والسلطات الرسمية اليمنية، استقدمتهم جماعة الحوثي في مهام عسكرية خاصة بها. فيما قال مصدر في رئاسة الجمهورية: إن لجنة وساطة برئاسة وزير الداخلية اللواء الركن جلال الرويشان توجهت إلى محافظة صعدة شمال البلاد، للقاء قيادات حوثية، بهدف التوصل لحل يقضي بالإفراج عن مدير مكتب الرئاسة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي اختطفته مسلحي جماعة الحوثي السبت من وسط العاصمة صنعاء.وأكدت مصادر قبلية في محافظة شبوة لـ» المدينة» بان القبائل في المحافظة أغلقت الحدود وقطعت كل الطرق المودية الى المحافظات الشمالية وإغلاق كل المرافق الحكومية وتعليق العمل في الشركات النفطية في محافظة شبوة. من جهته قال مصدر حكومي رفيع لـ»المدينة»: إن وفدًا عسكريًا روسيًا يتكون من خمسة خبراء عسكريين روس وصل مطار صنعاء الساعة التاسعة والنصف من مساء السبت.وأضاف المصدر: ان الوفد العسكري الروسي وصل الى مطار صنعاء بصورة سرية ودون علم السلطات الرسمية ووزارة الدفاع اليمنية.. مشيرا إلى أن زيارة الوفد على أساس انه وفد تجاري استقدمته جماعة أنصار الله ( الحوثيين) الى اليمن لعرض مناقشة استثمارات تجارية. واكد المصدر ان الحوثيين اغلقوا المطار واوقفوا حركة الملاحة الجوية فيه لأكثر من اربع ساعات ليل السبت، وابلغوا الموظفين المناوبين بأنها اجراءات احترازية تم اتخاذها بدواعي ان معلومات امنية تلقتها الجماعة بان الرئيس هادي يخطط للهروب ومغادرة العاصمة صنعاء عبر المطار الى محافظة عدن، وذلك بهدف عدم اكتشاف وصول الخبراء الرووس.وقال المصدر- الذي اشترط عدم ذكر اسمه: ان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، ضيف الله الشامي هو الذي كان في استقبال الوفد في مطار صنعاء.. مؤكدا ان الوفد توجه مباشرة عقب وصوله صنعاء إلى محافظة صعدة بشمال البلاد، للقاء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي هناك. ورجح المصدر ان تكون زيارة الوفد العسكري الروسي لها علاقة بصفقة سلاح روسي اشترتها ايران لجماعة الحوثي ووصلت قبل ثلاثة أسابيع إلى ميناء الحديدة على البحر الاحمر، غرب البلاد.. مشيرا إلى أن الصفقة تتضمن أسلحة بينها صواريخ حديثة الصنع، وان جماعة الحوثيين استقدمت الخبراء العسكريين الروس لتركيب منصة الصواريخ في معسكرات الجماعة بشمال البلاد، وتدريب كتائب المليشيا القتالية عليها.وتوقع المصدر ان تستخدم جماعة الحوثيين بعض من أسلحة الصفقة في الحرب التي تعتزم شنها على قبائل محافظة مأرب، شرق اليمن، التي تحشد لها الجماعة منذ اشهر للسيطرة على المحافظة النفطية والغازية. إلى ذلك، قال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ»المدينة»: ان اختطاف مدير مكتب الرئاسة، الدكتور احمد عوض بن مبارك، جاء عقب رفض الرئيس هادي طلبا لجماعة الحوثي بتزويدها بكتيبة عسكرية من قوات الاحتياط الاستراتيجي( الحرس الجمهوري سابقا) محترفة في استخدام أسلحة الصواريخ بعيدة المدى، لكي تقاتل إلى جانبها في المعركة التي يعدّ لها الحوثيون على مشارف محافظة مأرب.وفي سياق متصل، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، امس الاحد، مع كبار مستشاريه والحكومة، اجتماعا طارئا، لمناقشة تصعيد جماعة الحوثي وتهديده الرئيس هادي والحكومة بخطوات تصعيدية مماثلة لاختطاف مدير مكتب الرئاسة اليمنية، بن مبارك. فيما أكدت لـ»المدينة» مصادر قبلية في محافظة شبوة بأن القبائل في المحافظة أغلقت الحدود وقطعت كل الطرق المؤدية الى المحافظات الشمالية.
مشاركة :