افتتحت سيدة الأعمال الباكستانية "موسارات مصباح" عيادة تجميل بمدينة "لاهور" تهدف وتتخصص في مجمل أعمالها الأساسية بإعادة علاج وتجميل الضحايا من النساء اللاتي تعرضن لاعتداءات برش حمض الأسيد على وجوههن وأجسادهن وذلك بعد تقديم الرعاية الطبية والنفسية لهن بالإضافة إلى مساعدتهن في الحصول على فرص عمل والاندماج في المجتمع. وكانت "مصباح" التي أنشأت هذه المؤسسة الخيرية وتدعمها مالياً بالكامل قد أرادت منها تقديم خدمات اجتماعية لهؤلاء النسوة وتشجيعهن على تجاوز محنتهن في مساهمة بسيطة كما تصفها لمواساة هذه الفئة منهن بعد أن تعرضن للظلم والألم والتعذيب وفي النهاية النبذ والتجاهل من غالب مجتمعاتهن لأسباب تافهة أحياناً. ويبدأ عمل عيادة التجميل التي تحمل اسم "إعادة الابتسامة" بتقديم الرعاية الصحية والقيام بعمليات جراحية علاجية وأخرى تجميلية لمن تعرضن للتشوه ثم متابعتهن بالتأهيل النفسي والاجتماعي ومن بعدها تدريبهن على بعض المهارات العملية للمشاركة في نشاط مركز التجميل التابع للعيادة أو تقديم مبالغ مالية لهن لبدء أعمالهن التجارية الخاصة في مجال التجميل أو غيره. ومنذ بدء أعمالها الخيرية، ساعدت هذه العيادة ومركزها التجميلي أكثر من 600 امرأة بعد تقدمهن لها أو البحث عنهن لعرض المساعدة عليهن. وغالبا ما تكون عاقبة الهجوم بالحمض شنيعة، ذلك أن هذه المادة تلتهم الجلد وتذيب العظم، مخلفة حروقا إما تشوه الضحية تشويها دائما أو تتسبب في بتر أعضائه أو في وفاته. وتتباين أسباب الهجوم وتتفاوت. غير أن العنف المنزلي والطلاق والمنازعات على الأراضي أكثرها شيوعا. وتتعرض النساء للهجوم في معظم الأحوال للقضاء على جاذبيتهن وتشويه جمالهن ومنع الرجال الآخرين من الاقتران بهن. ولهذا فان وجوههن تكون الهدف الأول للاعتداء. وترتكب جرائم الهجوم بالحمض في جميع أنحاء العالم ولكنها أكثر شيوعا في باكستان وبنغلاديش وكمبوديا والهند نظرا لرخص ثمن الحمض وسهولة الحصول عليه. وتأمل "مصباح" مع بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان بباكستان والداعمين لها في عملها الخيري أن يتم إصدار قوانين تجريم صارمة بحق كل من يعتدي على النساء بمثل هذا العمل الجائر وغير الإنساني والذي يؤدي في حالات كثيرة بعد تطوره إلى وفاتهن أو عدم إمكانية علاجهن مع هروب الجناة وعدم ثبوت الجرم عليهم.
مشاركة :