الدراما تبحث عن «طوق نجاة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

  • 11/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم إعلان مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر عن تخلصها من ديونها، وتجدد الأمنيات في عودتها إلى بعد توقف أكثر من سبع سنوات، خصوصاً وأنها كانت تمثل رافداً من بين ثلاثة روافد مهمة للانتاج الدرامي الحكومي، هي قطاع الانتاج وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات والمدينة، ما زالت المرحلة المقبلة ضبابية. وجاء ذلك في مقابل تحقيق منتجي القطاع الخاص أرباحاً كبيرة من انتاج المسلسلات وبيعها لعشرات الفضائيات في مواسم عدة، رغم امتلاك قطاعات الانتاج الحكومية طاقات فنية هائلة «معطلة» في كل النواحي الانتاجية سواء كانوا مخرجين أو مصورين أو مولفين أو مهندسي ديكور واضاءة وغيرها، الى جانب استوديوات داخلية مغلقة دشنت على أحدث النظم والتقنيات، ومدها بأحدث أنواع الكاميرات، اذ تحتوى المدينة وحدها على ستة مجمعات للاستوديوات، تشمل استوديوات تتنوع مساحاتها من 1200 إلى 55 متراً مربعاً، يتم من خلالها تنفيذ أضخم انتاج تلفزيوني ودرامي. وغطت معظم أوقات البث التلفزيوني في القنوات المصرية والعربية على مدار السنوات الماضية، فضلاً عن استوديوات مفتوحة دشنت في مناطق شاسعة في المدينة من أجل تصوير مسلسلات بعينها، وتم الحفاظ عليها لتصوير مسلسلات أخرى، ومن بينها حي «عماد الدين» الذي أقيم تجسيداً للشارع الذي كان يمثل «شارع الفن» في وسط القاهرة، وكان بمثابة برودواي مصر، أو حي «وست اند» في لندن، أو «البوليفار» في باريس، وهو أنشئ العام 2002 لتصوير مسلسل «زمن عماد الدين» من بطولة عبدالمنعم مدبولي ودلال عبدالعزيز وابوبكر عزت واحمد راتب وحسن حسني وسوسن بدر واحمد خليل ومحمود قابيل ووائل نور وتأليف عبدالستار فتحي واخراج هاني لاشين، الى جانب حي الاسكندرية لتصوير مسلسل «الشارع الجديد» لعزت العلايلي وفردوس عبدالحميد وعبدالمنعم مدبولي وكريمة مختار ومحمود الجندي وشريف منير وإخراج محمد فاضل، وأقيم فيه جزء من ترام الاسكندرية، واستعاض مخرجو مسلسلات كثيرة لاحقاً بالتصوير فيه بدلاً من السفر الى الاسكندرية وتكبد كلفة انتاجية أعلى... إضافة الى نزلة السمان والاهرامات لتصوير "البر الغربي» لفاروق الفيشاوي وسناء جميل ورغدة وعبلة كامل وتأليف محمد جلال عبدالقوي وإخراج اسماعيل عبدالحافظ. وهناك الحي الريفي والشعبي والاسلامي لتصوير الاعمال الدينية والصعيدية والتاريخية وغيرها. وتمنى كثيرون في الوسط الفني أن تسرّع المدينة من العودة الى مجال الانتاج الدرامي، وتساءل المؤلف هشام أبو سعدة في حديثه الى «الحياة» قائلاً: لماذا لا تعود مدينة الانتاج الى الدراما، خصوصاً وأن هناك أجيال كثيرة لن تستطيع التعامل مع منتجي القطاع الخاص، لأن هؤلاء يؤمنون بالإعلان، ومن ثم بالنجم الممثل، وليس هناك أي إعتبار للورق (النصوص المكتوبة)، سوى كونه «طُعماً» للنجم ليحضر ويمثل؟. وتمنى المخرج يوسف أبو سيف أن «تعود المدينة الى الانتاج بعدما رفعت يدها تماماً عنه طوال السنوات الماضية، وتركت الساحة خالية أمام شركات الإنتاج الخاص، والتي أصبحت تقدم أعمالاً لا تليق بالهوية المصرية، ولا تعبر عن مجتمعاتنا الشرقية». وأوضح أنها تحولت وبكل أسف إلى مدينة لإيجار الاستوديوات فقط، من دون أن يكون لها دور فعال في التواجد على ساحة الدراما التلفزيونية، رغم أنها قدمت أفضل الأعمال الفنية، ولديها عوامل قوية للنجاح. ورغم إعلان إدارة «مدينة الإنتاج الإعلامي» عن إصدار موافقات لتصوير الأفلام الأجنبية، وأن ذلك خطوة مهمة، بعدما كانت الشركات الأجنبية المنتجة تهرب من التصوير في مصر بسبب التعقيدات الإجرائية، فإن البعض توقع أن يتوازى مع هذا اعلان آخر بعودة قوية للانتاج الدرامي، متناسين أن المدينة عبارة عن شركة مساهمة، يهم المساهمين فيها تحقيق المكاسب السريعة، وفي مقدمتها تأجير بلاتوات التصوير الى منتجي الاعمال الفنية واصحاب القنوات الفضائية قبل أي شئ آخر، ومع ذلك بدأ قطاع الانتاج الدرامي في المدينة يستقبل أعمالاً درامية لا تزال قيد الكتابة، على أمل البدء في تنفيذها قريباً. وكانت الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، أقيمت العام 1998 في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة «جنوب القاهرة»، وبها وحدة التحكم الرئيسية للقمر الاصطناعي المصري نايل سات 1و2، ومقرات وفروع للمحطات التلفزيونية والاذاعية المصرية والعربية والاجنبية. ونظراً للتوسع الشديد في القنوات الفضائية العربية، وعدم كفاية الاستوديوات المنشأة في الأصل، تم بناء استوديوات جديدة، وأنتجت المدينة سواء من طريق الانتاج المباشر، أو من طريق الشراكة مع منتجين آخرين قاموا بدور المنتج المنفذ، عشرات الأعمال التي تنوعت بين التاريخية والدينية والاجتماعية، ومنها «رجل الاقدار» عن حياة عمرو بن العاص لنور الشريف، و«الليل وآخره» ليحيى الفخراني، و«العصيان» لمحمود ياسين، و«الحسن البصري» و«خان القناديل» لعزت العلايلي، و«أولاد الاكابر» لحسين فهمي، و«قمر سبتمبر» و«ملفات سرية» لميرفت امين و«تعالى نحلم ببكرة» لليلى علوي، و«نجمة الجماهير» لالهام شاهين، و«الحقيقة والسراب» لفيفي عبده.

مشاركة :