عاد المريض الثاني الذي زرع له قلب اصطناعي في 5 آب (أغسطس) في نانت (غربي فرنسا) في إطار مشروع «كارما»، إلى منـزله حيث يعيش «حياة طبيعية»، كما كشف الطبيب آلان كاربانتييه مصمم هذا الجهاز لصحيفة «لو باريزيان». وغادر الرجل البالغ 68 سنة «المستشفى من دون ضجة في 2 كانون الثاني (يناير) وعاد إلى منزله في شكل دائم»، وفق الطبيب الذي أضاف: «أخبرنا أنه ذهب لتناول الغداء من دون أي مساعدة تقنية عند ابنه الذي يسكن على مسافة 70 كيلومتراً من نانت. فهل من دليل أنجح من ذلك على الحياة الطبيعية التي يعيشها؟». وكـــان الطبيــب قد أكد نهاية تشرين الأول (أكتوبر) أنه بات في وسع المريض أن يتنقل وحده وحتى أن يمارس الرياضة على دراجة داخلية. وسمح له بالعودة إلى المنزل عندما بات يتمتع باستقلالية تامة في إدارة جهاز محمول يبلغ وزنه 3 كيلوغرامات ويتضمن بطاريتين كهربائيتين وعلبة تحكم. وقد زرع أول قلب اصطناعي لكلود داني (76 سنة) في باريس عام 2013. لكن المريض توفي بعد 74 يوماً، إثر توقف مباغت للجهاز. ويعزى هذا التوقف، وفق كاربانتييه، إلى عوامل عدّة موضحاً أن «جزءاً من الصعاب كان مرتبطاً بحالة المريض، نظراً إلى سنه ومرضه المتقدم وخطر وفاته بعد بضعة أسابيع، فضلاً عن كليتيه المتضررتين أكثر من المتوقع». أما في العملية الثانية، «فاخترنا مريضاً أصغر سناً مع وظائف كلوية وكبدية أقل تضرراً ورئتين بحالة جيدة نسبياً». ويعد زرع القلب الاصطناعي المستقل الذي صممته شركة «كارما» الفرنسية سابقة عالمية. ومن شأن هذا القلب أن يحل محل القلب الضعيف في شكل نهائي وليس فقط خلال فترة الانتظار لتوافر قلب طبيعي يُزرع للمريض.