شن مسلحو تنظيم داعش هجوما موسعا على مديرية حماية الطرق الخارجية التابعة لقيادة شرطة محافظة الأنبار في منطقة الصكار جنوب المحافظة. وقد تم تنفيذ الهجوم بواسطة رتل من العجلات التي تحمل المسلحين تقدمته شاحنتان كبيرتان مفخختان لغرض اقتحام مبنى المديرية، إلا أن القوات الأمنية تمكنت من تفجير الشاحنتين قبل أن يصلا إلى هدفهما، ليعقب ذلك اشتباكات مع مسلحي التنظيم تدخل خلالها طيران الجيش فقصف هذا الرتل مخلفا عشرات القتلى في صفوف المسلحين، حسبما أفادت مصادر في قيادة شرطة محافظة الأنبار. من جانب آخر، حاول مسلحو تنظيم داعش التوغل وسط مدينة الرمادي واقتحام مركز شرطة الفرسان فتصدت لهم القوات الأمنية، موقعة 4 قتلى منهم، ليقوم المسلحون عقب ذلك بقصف الأحياء السكنية وسط المدينة كحي الإسكان والشرطة والمعلمين بقذائف الهاون مما أسفر عن وقوع عدة إصابات بين المدنيين. وفي الفلوجة أدى استمرار القصف المتبادل بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 7 آخرين بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، بأن العشرات من «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح باشتباك مع قوات حرس الحدود قرب منفذ الوليد غربي المحافظة. وأضاف المصدر أن «قوة من حرس الحدود اشتبكت، صباح اليوم (أمس)، مع مجموعة تابعة لتنظيم داعش حاولت الهجوم على مقر الفوج الثاني التابع للواء الرابع قرب منفذ الوليد الحدودي غرب الرمادي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «هجوم داعش نفذ انطلاقا من مدينة الرطبة العراقية، إلا أن تصدي قوات حرس الحدود له أجبر القوة المهاجمة على الانسحاب. وقال اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي، قائد شرطة محافظة الأنبار لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية العراقية استطاعت صد هجوم لمسلحي تنظيم داعش في 3 مناطق وسط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، هو الرابع من نوعه للتنظيم خلال 24 ساعة». وأضاف بأن «عناصر تنظيم داعش شنوا صباح اليوم (أمس)، هجوما واسعا من 3 مناطق وسط مدينة الرمادي، مما أدى إلى وقوع مواجهات أسفرت عن مقتل 10 عناصر من المسلحين وتدمير مركبة تحمل سلاحا ثقيلا، وإصابة اثنين من أفراد الشرطة بجروح بليغة، حيث بدأ المسلحون سلسلة الهجمات من 3 مناطق هي الفرسان والأندلس والبوسودة وجميعها وسط المدينة». لافتا إلى أن «هذا الهجوم هو الرابع من نوعه لتنظيم داعش خلال 24 ساعة منها 3 في الرمادي والرابع في منطقة الصكار جنوب غربي الرمادي (متاخمة للمدينة وتتبعها إداريا)». وتابع الفهداوي: «إن قواتنا الأمنية على أهبة الاستعداد لصد أي هجمات أخرى لتنظيم داعش، وهناك انتشار كبير للقوات الأمنية على حدود التماس مع مسلحي (داعش)». من جهة أخرى، قال اللواء الركن ضياء كاظم دبوس، قائد عمليات الجزيرة والبادية في محافظة الأنبار لـ«الشرق الأوسط» إن قوات حرس الحدود العراقية أحبطت هجوما لتنظيم داعش على مخفر على الحدود العراقية السورية، لافتا إلى مقتل 10 عناصر من التنظيم. موضحا أن «قوة من شرطة حرس الحدود تمكنت اليوم (أمس)، من إحباط هجوم واسع لتنظيم داعش الإرهابي على مقر الفوج الثاني التابع للواء الرابع (قيادة حرس الحدود المنطقة الثانية) الواقع قرب منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا 350 كلم غرب الرمادي، مما أدى إلى مقتل العشرات من مسلحي التنظيم. وأضاف دبوس أن قوات حرس الحدود العراقية تمكنت من قتل 10 عناصر من مسلحي التنظيم وإصابة العشرات منهم، كما تمكنت من صد هجوم عناصر تنظيم داعش الإرهابي القادم من مدينة الرطبة 310 كلم غرب الرمادي باتجاه المخفر الحدودي على الحدود العراقية السورية»، موضحا أن «عناصر التنظيم انسحبت إلى مدينة الرطبة بعد تكبدها خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات». وتابع قائلا إن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري تابع لتنظيم داعش انفجرت صباح اليوم، مستهدفة نقطة أمنية في ناحية النخيب 400 كلم جنوب غربي الرمادي، مما أسفر عن مقتل الانتحاري وإصابة اثنين من الجنود بجروح. من جانب آخر، تصاعدت مخاوف المواطنين في مناطق تقع ضمن سيطرة القوات الأمنية العراقية في مدينة الرمادي من دخول مسلحي «داعش» بعد احتدام المعارك في مناطق متعددة من المدينة. وقال عادل أحمد (30 عاما) أحد سكان منطقة القطانة وسط الرماديك «لم يعد باستطاعتنا تحمل المزيد من المصائب، هذا رابع مكان نلجأ إليه ولا أعرف أين سأتجه بعائلتي هذه المرة، أطفالنا أصيبوا بالهلع المستمر جراء أصوات الانفجارات ودوي المعارك والعمليات المسلحة.. غالبية العوائل جهزت حالها لمغادرة آخر المناطق الآمنة.. نعيش هذا الخوف مع صعوبة العيش وغلاء الأسعار وانعدام الخدمات، والسبب كله ينصب على سوء التصرف للحكومتين المحلية والمركزية وتركنا نعاني الويلات بسبب أخطائهم الكارثية». من جهة أخرى، قالت قوة المهام المشتركة التي تقود العمليات ضد «داعش» إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ قرابة 20 ضربة جوية جديدة ضد مقاتلي الجماعة في سوريا والعراق منذ صباح يوم الاثنين. وذكر التحالف في بيان أنه نفذ 10 ضربات في سوريا معظمها قرب بلدة كوباني الحدودية المحاصرة، حيث استهدفت عدة مواقع للقتال والإعداد. وأضاف أنه نفذ 9 ضربات جوية في العراق قرب القائم والأسد والموصل ومدن أخرى.
مشاركة :