السلاح هو الأكثر جدلية في الأزمة السورية.. هو الحاسم في معركة سوريا.. وهو (بيضة القبان) في ترجيح كفة أحد الطرفين.. هو الفيصل وفي حده الحد بين الجد واللعب.. هكذا يراه الثوار على الأقل، الذين طالما انتظروه ولم يأت. وإذا كنت تريد أن تعرف طبيعة وحجم المعركة، عليك التعرف أولا إلى طبيعة السلاح المستخدم في هذه المعركة، ومن هذا المنطلق، ألحت «عكـاظ» أكثر من مرة على قادة الجيش الحر أن تزور مصانع السلاح، رغم خطورة تعرضها للقصف من قبل النظام. وبالفعل تمكنت من زيارة أحد أبرز مواقع صناعة السلاح في حلب، ورصدت المحتويات البسيطة والمتواضعة، والفتاكة والمؤثرة في ذات الوقت. وبعد أن سلكنا طريقا ملتوية، والدخول في حارات متعددة أشبه بالمتاهة، وصلنا أخيرا إلى مصنع تابع للجيش الحر، يحتوي على مدافع وقذائف مدافع وهاون، فضلا عن رشاشات (دوشكا) من العيار الثقيل، كل هذه المعدات الاستراتيجية في القتال، تنتج من هذا المكان المتواضع بأيادي سورية محضة وخبرات تراكمية بعد جولة طويلة من التجارب. للوهلة الأولى، يتساءل المرء حول هذه العزيمة المنتشرة في كل موقع محرر في حلب، وخصوصا في هذه المصانع.. يتساءل عن إرادة صهر الحديد لتحويله إلى سلاح، بل إلى مدافع مدوية.. هذا التساؤل تم طرحه على الثوار.. لماذا كل هذا.. سلاح متواضع من الخردة إلى آلة حادة ضد النظام.. ولم يتأخر الجواب على لسان أبرز الصانعين بالقول.. إنه الظلم الذي لحقنا من الأسد.. كان اللافت في الأسلحة الموجودة، وجود مدفع جهنم، ذلك العملة النادرة التي يتغنى بها الجيش الحر.. وأيضا وجود قذائف محلية الصنع تشكل مع المدفع ثنائية خطيرة ومثيرة في سير المعارك. ويقول أحد القادة الميدانيين والمشرفين على إطلاق القذائف، لقد قرر الجيش الحر الاعتماد على ذاته -بعد الله- فالغرب ما زال يعطينا الوعود فقط، وكل ما تسمعونه في نشرات الأخبار من وصول دفعات من السلاح، ليس صحيحا، والدليل على ذلك انتشار الصناعات المحلية. ويضيف: انتظرنا الغرب منذ عامين ولم نر النتيجة، وبينما يتمتع النظام بدعم من إيران وروسيا وحزب الله والعراق، إلا أن الثوار ما زالوا في مهب الوعود الغربية، متابعا القول: نحن لم نطلب السلاح لتدمير سوريا، إنما للدفاع عن النفس، لكن النظام رد على المدنيين بشكل مدمر وكان علينا أن نحمل السلاح للدفاع عن بيوتنا وعن أهلنا. وأكد أن الثوار في كل يوم يبحثون عن طرق جديدة لابتكار سلاح يحميهم من إجرام النظام، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة المتواضعة ما هي إلا بداية للوصول إلى السلاح الأكثر تطور.. ويختتم: «الحاجة أم الاختراع» وستسمعون باختراعات الشعب السوري.
مشاركة :