تشهد جادة سوق عكاظ حراكا متنوعا ينقل الزائر للسوق إلى أجواء التراث والثقافة والفكر والأدب، وحتى الاقتصاد، وهو ما كان عليه السوق قبل آلاف السنين، الأمر الذي جعل الجادة هدفا رئيسا لزوار السوق، حيث الحضور المكثف بشكل يومي منذ افتتاحه في دورته الثامنة يوم الخميس الماضي، كما أن الجادة التي تُشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار تمثل العنصر الرئيسي في برامجه وأنشطته، حيث شهدت تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة؛ للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التَعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها، حيث تتنقل في الجادة من الفلكلور الشعبي التي تشهد عرضان في كل يوم، ثم معارض الحرف اليدوية التي تنظمها هيئة السياحة، وجائزة الحرف اليدوية (بارع)، وكذلك تنظيم مشاركة الحرفين من المملكة وخارجها، وتنفيذ أنشطة تسويقية إعلامية لفعاليات الجادة، ومن بين الأعمال التي تنفذها الهيئة تنظيم الرحلات السياحية لزوار سوق عكاظ وتشمل المعالم السياحية والأثرية في محافظة الطائف، إضافة لتنظيم المعرض المصور المخصص للبعد الحضاري والإطلاع على الجوانب الاقتصادية والتسويقية، التي جعلت من الحركة الشرائية حدثاً بارزاً في هذا المهرجان الثقافي. ومن فعاليات جادة سوق عكاظ التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، عروض الخيل والإبل على طول الجادة، وعروض الرياضات التراثية، وعروض الحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة، والمقتنيات الأثرية والتراثية، وأسواق المأكولات الشعبية، والعروض المسرحية، وعروض منتجات العسل، ومنتجات الورد الطائفي. ولعل أكثر ما يستوقف زائر سوق عكاظ هي العروض المسرحية التي تقدم يوميا على طول الجادة، وما يسمى ب"مسرح الشارع"، حيث يقوم هذا المسرح بعرض حي ومباشر على مدى 45 دقيقة، يحاكي فيه أكثر من 170 شخصاً الحياة والنمط الذي كان يعيشه الناس في مسرحية بطلها الشاعر "عمرو بن كلثوم" كالحركة التجارية والأسواق، والقوافل، والشعر، والمعلقات، والخطابة، وغيرها من فنون الأدب والثقافة في سوق عكاظ. كما يحرص كثير من العائلات، والزوار على التقاط الصور مع ممثلي المسرحية في الجادة الذين استطاعوا تجسيد الحياة قديماً، في كل المناحي. هذا وقد شهدت جادة السوق في هذا العام توسعة، وإضافات مهمة من قبل هيئة السياحة، تمثلت بإضافة حوالي 4 ملايين متر مربع، وتنسيق الموقع مع العناصر المجاورة مثل واحة التقنية، إضافة لإقامة منتجع صحي ترفيهي في المستقبل، كما وتتضمن الجادة التي يبلغ طولها كيلو متر تقريباً المعارض، مسرح الفنون الشعبية، الصخرة، الإدارة، إضافة إلى المساحات المحيطة التي تشمل المتنزهات والمسطحات الخضراء ومواقف السيارات.
مشاركة :