نحتاج بطولة آسيا ونستحقها، فنحن نملك من المقومات ما يؤهلنا للتربع على عرش زعامتها، ولكن بدلاً من أن نلوم الاتحاد السعودي لكرة القدم على الهزائم المتتالية في مجال كرة القدم وكأن الهزائم جاءت معه، ونتهم اللاعبين أنهم لا يملكون الروح رغم الملايين التي تنهال عليهم، يجب أن نعيد النظر في المسار الذي يستهلك وقتنا ويرهق أعصابنا، بل ويفرقنا! فكرة القدم تظل في الأخير مجالاً من مجالات المتعة وإن تجاوزت ذلك يمكن القول إنها وسيلة للدعاية، فإذا كان الفائز لا يملك إلا تميزاً كرويا فبلاده بلاد خاسرة ولا شك، نحتاج أن نتميز أولاً في المجالات الرئيسية ومن ثم يأتي التميز تباعاً. كنت قد كتبت قراءة لتقرير التنمية البشرية 2014 الذي تصدره هيئة الأمم المتحدة، ولا بأس من الإعادة بعد خروجنا من البطولة الكروية لقارة آسيا بخسائر مؤلمة لعل هذا التقرير يدلنا على الاتجاه الحقيقي للبطولة الآسيوية، فقد حصلنا في المؤشر الأساس، مؤشر التنمية البشرية المبني على ثلاثة أبعاد أساسية: طول الحياة والصحة والمعرفة، على المركز 34 من 187 على مستوى العالم، كإحدى الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، وهو مركز جيد، ولكن عندما نقارن بالدول الآسيوية الأخرى نجد أننا متأخرون، فقد تقدمت علينا استراليا حيث حصلت على المركز الثالث وسنغافورة في المركز التاسع وهونغ كونغ وكوريا في المركز الخامس عشر، أما اليابان فكانت في المركز السابع عشر والكيان اليهودي في المركز التاسع عشر، وبروناي دار السلام في المركز الثلاثين وقطر في المركز الحادي والثلاثين. ورغم أننا تفوقنا في الإنفاق على التعليم فكانت نسبتنا (بالنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي) 5.6% وهو أعلى من متوسط الإنفاق العالمي، ولم يتجاوزنا على مستوى آسيا إلا تيمور حيث تنفق على التعليم 10 بالمائة! إلا أننا في الإنفاق على البحث والتطوير والذي يقصد به الانفاق الجاري على أنشطة الابتكار الهادفة إلى زيادة المعرفة واستخدامها في تطبيقات جديدة وهي تشمل الأبحاث الأساسية والتطبيقية والتطوير التجريبي، كانت نسبتنا 0.1 بالمائة من الناتج المحلي بينما كان الأعلى من نصيب الكيان اليهودي بنسب 4.4 بالمائة وتقدمت علينا معظم الدول الآسيوية (عشرون دولة) فكوريا الجنوبية 3.7 بالمائة واليابان 3.4 بالمائة واستراليا وسنغافورة 2.4 بالمائة والصين 1.7 بالمائة وإيران 0.8 بالمائة وماليزيا 0.6 بالمائة والأردن 0.4 بالمائة ومنغوليا 0.2! التقرير يحمل الكثير من المؤشرات التي تبين أن البوصلة التي توجهنا للبطولة فيها خلل، وأننا كلنا مساهمون في خسارة بطولة آسيا!
مشاركة :