الإصابات للاعبي كرة القدم واردة بل إنها بالنسبة لنا قدر مسلمين به ولا نعترض عليه، لكن الذي يجب ألا يمر على مسؤولي أنديتنا ومن قبلهم الاتحاد السعودي لكرة القدم مرور الكرام لماذا اللاعب السعودي بملاعبنا هو الأكثر تعرضًا للإصابات أكثر من غيره؟ هل الأمر له علاقة بتركيبة اللاعب السعودي ونمط حياته؟ أم أن الأمر راجع للأندية وطريقة تأسيسها للاعبيها ومنذ الدرجات الدنيا بالنادي التي يجب عليها أن تهتم ببناء اللاعب وتأسيسه بشكل صحيح بدلاً من الاكتفاء بموهبة اللاعب فقط التي سرعان ما تذبل مع أول إصابة يتعرض لها كما حدث مع مواهب كثيرة حُرمت منها كرتنا بسبب إهمال الأندية لها؟ فالموهبة رغم أنها الأساس في كرة القدم إلا أنها في هذا العصر الذي يشهد ابتكارات جديدة وحديثة في أساليب وطرق اللعب لا تكفي وحدها بل على اللاعب الموهوب أن يطور من نفسه جسمانيًا وبدنيًا حتى يصبح لاعبًا متكاملاً ومؤثرًا وهذه ثقافة لا يمكن أن يتعلمها لاعبونا بين يوم وليلة بل يجب العمل على تحقيقها وتكريسها في أذهان المواهب الصغيرة منذ الصغر من قبل الفئات السنية بأنديتنا وإلا ستفقد كرتنا بين فترة وأخرى موهبة بإمكانها خدمة المنتخبات لسنوات طويلة لو وجدت الرعاية والاهتمام كما يحدث مع مواهب ونجوم العالم. عبدالله عطيف نجم متوسط ميدان منتخبنا ونادي الهلال أحد المواهب السعودية المبهرة ومن النجوم القلائل الذي يأسرك في المعشب الأخضر بفنه الكروي ولمساته الساحرة إلا أنه وكما يقال "الزين مايكمل" لا يمكن له أن يكمل خمس مباريات إلا ويصاب بإصابة أبشع من التي قبلها وذلك بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة، والقابلة للكسر في أول احتكاك يتعرض له كما حدث مع إصابته الأخيرة، والسبب في ذلك مشترك بين اللاعب والقائمين على الفئات السنية التي تدرج بها سواء كان ذلك في ناديه السابق الشباب أم ناديه الحالي الهلال بل إنه يضع علامة استفهام كبيرة على دور وعمل الأجهزة الفنية والإدارية بمثل هذه الأندية الكبيرة فكيف بلاعب يمتلك كل هذه الموهبة الكبيرة لم يجد الاهتمام ببناء جسمه وصقله طوال هذه الفترة. موهبة عبدالله عطيف ومن قبله إبراهيم غالب وغيره من المواهب الأخرى التي لو وجدت منذ الصغر الاهتمام المتكامل لكانت ملء السمع والبصر ولأثرت الرياضة السعودية بفنها وإبداعها بدلاً من التواري مع أول إصابة تتعرض لها وبالتالي الخاسر الأكبر هي رياضتنا. فاصلة مع طفرة استقدام الحكام الأجانب لقيادة مواجهات دورينا من قبل اتحاد القدم توارى الحكم السعودي كثيرًا وأخشى أن يلحق به اللاعب السعودي بعد قرار اتحاد القدم باستمرار عدد اللاعبين الأجانب السبعة الذين سيطروا بأنديتنا على المراكز الحساسة والمهمة بدءًا بالحراسة حتى خط الهجوم.
مشاركة :