تحذيرات من جعل لبنان «ساحة حرب» محتملة مع إسرائيل

  • 1/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الإجماع اللبناني حول استنكار العملية الإسرائيلية التي تعرض لها حزب الله في القنيطرة السورية يوم الأحد الماضي، والانتهاء من تشييع القتلى، عادت السياسة المحلية إلى قواعدها الأولى «سالمة»، وعلت الأصوات المحذرة من جعل لبنان ساحة للرد على إسرائيل. إذ وبعدما وجهت الدعوات عند وقوع العملية، إلى الإسرائيليين لـ«تجهيز ملاجئهم»، ها هو القلق اللبناني اليوم يعود ليتمحور حول «زمان ومكان» الردّ وقدرة لبنان على تحمّل أي حرب جديدة، في ظل التهديد الإيراني و«سياسة الصمت» التي يعتمدها حزب الله ومن خلفه النظام السوري. وهو ما أشار إليه النائب في كتلة المستقبل، أحمد فتفت سائلا عن سبب صمت النظام السوري حيال العملية التي جرت على أراضيه، وقال لـ«الشرق الأوسط» «هناك أمر مهم لا بد من التوقف عنده وهو أن الاعتداء حصل على الأراضي السورية والردّ يفترض أن يكون من سوريا وليس من مسؤولية اللبنانيين، في حين أن النظام لم يصدر لغاية الآن أي موقف وكأنه غير معني بما حصل». وفي حين لم يستبعد فتفت «أن يعيد حزب الله الخطأ الذي ارتكبه في يوليو (تموز) عام 2006 (خطف جنود إسرائيليين أشعل حربا مع الدولة العبرية) وعاد بعدها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ليقول: (لو كنت أعلم...)»، وأضاف: «منطقيا يجب على الحزب أن يفكر بعقلانية ولا يجعل لبنان ساحة حرب محتملة، لا سيما أن المعطيات تغيرت بين عام 2006 واليوم، وأهالي الجنوب لم يعودوا قادرين على الذهاب إلى سوريا في ظل الأوضاع هناك». وأضاف: «لكن وبعد الكلام الإيراني الأخير يظهر لنا بما لا يقبل الشك أن لبنان بات تحت الوصاية الإيرانية وقد يعمد الحزب إلى تنفيذ الأجندة الإيرانية». وأوضح «حتى وإن كان الرد من سوريا فعندها سيجد العدو الإسرائيلي في هذا الأمر حجة إضافية لفتح الجبهة ضد لبنان، مع العلم أن الرد من سوريا سيشكل كذلك مشكلة بالنسبة إلى الحزب ونصر الله الذي سبق له أن أعلن أنه ليس موجودا عسكريا في الجولان، بينما يبدو واضحا أن وجوده في هذه المنطقة التي لطالما كانت هادئة طوال السنوات الماضية هو للدفاع عن النظام». وعن إمكانية طرح «موضوع الحرب» على طاولة الحوار الذي كانت قد بدأت جلساته بين «حزب الله» و«المستقبل»، قال فتفت «ندرك جيدا أن موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله مرتبط بالقرار الإيراني، وهو يحتاج إلى حوار وطني مقوماته غير موجودة لغاية الآن في ظل الفراغ الرئاسي». وبينما أشارت بعض المعلومات إلى احتمال أن تنعكس عملية القنيطرة سلبا على الوضع اللبناني، وبالتالي عودة الاغتيالات، اعتبر فتفت أنّ هذا الأمر مرتبط بأجندات إقليمية وإيرانية بالتحديد. ولفت فتفت إلى أن الهدف الحقيقي من الحوار مع حزب الله هو، إضافة إلى تخفيف الاحتقان والوضع الأمني اللبناني، تهيئة الظروف الملائمة إذا تغيرت المعطيات الإقليمية، لنكون جاهزين لانتخاب رئيس للجمهورية. من جهته، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الجريمة تنطوي على أبعاد خطيرة، ولا سيما أنها تندرج في إطار السياسة العدوانية الإسرائيلية وحسابات رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو الانتخابية». ونقل عدد من النواب عن بري قوله إنّ إسرائيل «ارتكبت خطأ استراتيجيا، وبهذه الجريمة تكون إسرائيل وضعت إيران على حدودها وعلى تماس مباشر معها». بدورها، وفي حين استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الاعتداء الإسرائيلي، رأت أن حزب الله يقدم البرهان تلو الآخر على أن تورطه في القتال الدائر في سوريا يناقض الإجماع اللبناني العريض، وسألت «ألا يساهم حزب الله، بإصراره على القتال في سوريا، في نقل الفتنة إلى لبنان، خلافا لكل ادعاءاته؟»، وكررت مطالبتها إياه بـ«الخروج الفوري من سوريا والعودة إلى لبنان بشروط الدولة اللبنانية المحددة في الدستور اللبناني».

مشاركة :