تحدثت وكالة «بلومبيرج» الأميركية عن التوتر المتزايد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وقالت إنه بعد اندحار تنظيم الدولة في سوريا والعراق، فإن الصراعات القديمة في المنطقة بدأت تعود إلى سابق عهدها، محذرة من حرب إسرائيلية سعودية على «حزب الله» اللبناني.وأشارت إلى أن إسرائيل و»حزب الله» يستعدان للمعركة المقبلة، ونسبت إلى قادة إسرائيليين توعدهم بقصف لبنان، وإعادته إلى العصر الحجري في أي حرب جديدة مع الحزب، الذي يشاع بأنه يحتفظ بآلاف الصواريخ. وأضافت أن مخزونات «حزب الله» زادت عشرات الأضعاف منذ حرب 2006 مع إسرائيل. وتابعت الوكالة أن هناك علامات كثيرة تشير إلى تفاهم عميق بين إسرائيل والسعودية، الأمر الذي تشجع عليه الولايات المتحدة. وقالت إن الدولتين تلتقيان أمام عدو مشترك يتمثل في إيران، وإن إسرائيل والسعودية تحثان على اتخاذ إجراءات ضد «حزب الله»، الذي ترعاه طهران. وأشارت إلى أن إسرائيل والسعودية تتخذان إجراءات على نحو متزايد، من شأنها أن تغذي الصراعات الإقليمية التي تهز أسواق النفط، مضيفة أن البلدين يشكلان محور الاستراتيجية الأميركية الجديدة للشرق الأوسط. وذكرت الوكالة أن التصميم على وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة هو ما يوحد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الشاب الطموح الذي يسيطر على مقاليد الحكم في بلاده، ولا يلقي بالاً للحذر التقليدي. وأضافت أن ثلاثتهم يعربون عن الفزع إزاء «انتصار» إيران في سوريا، وإزاء نفوذها المتزايد في المنطقة برمتها، وأنهم يبحثون عن ساحة أخرى للرد على طهران، وأن الساحة المرشحة هي لبنان، حيث «حزب الله» يد إيران الطولى في المنطقة. حرب ثالثة وفي صحيفة الجارديان البريطانية، نقرأ تحليلاً كتبه بيتر بومنت حول الأوضاع في لبنان، في ظل مزاعم احتجاز رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، والتصعيد السعودي ضد حزب الله. يقول الكاتب، إن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل أصبحت أكثر تأكداً من أن ثمة حرباً وشيكة ستندلع مع حزب الله، وذلك رغم تكرار التحذيرات من أن وقوع حرب ثالثة في لبنان ينبئ بأنه سيحمل سيناريوهات أكثر خطورة ودموية بالمقارنة بحرب 2006. وأضاف بومنت: أن تزايد التوتر على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان في الشهور الأخيرة يعكس إدراك إسرائيل أن الحرب التي يدعم فيها حزب الله الرئيس بشار الأسد سوف تنعكس سلباً على قدرات الحليف اللبناني القوي للحكومة السورية. وفي المقابل -بحسب الكاتب- خرج حزب الله المدعوم من إيران، بمزيد من الدعم العسكري رغم الغارات الإسرائيلية المتكررة على قوافل ومخازن يعتقد أنها للأسلحة. وأشار الكاتب إلى أن الإحساس بتزايد احتمال اندلاع حرب أعطى قوة دفع للخطاب التصعيدي من الولايات المتحدة والسعودية تجاه إيران. ونقل الكاتب تحذيرات على لسان المحلل الإسرائيلي والسفير السابق في الولايات المتحدة دان شبيرو من خطورة انزلاق إسرائيل في حرب جديدة بشروط سعودية. وأنهى الكاتب مقاله التحليلي بأن العامل الوحيد الذي يقف في مواجهة جميع التوقعات بشأن قرب وقوع حرب، هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رجل أقوال وليس أفعال، إذ إنه مولع بكيل التهديدات.;
مشاركة :