«سوق عكاظ»:«النقش» على الخشب حرفة الأجداد تحيا على أيدي الأبناء

  • 1/22/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جسّدت جادة سوق عكاظ الصور التاريخية والأثرية لمناطق المملكة كافة، من خلال الرقصات الفلكلورية والأعمال الفنية، إضافة إلى حضور الحرف اليدوية القديمة، وذلك في صورة ترسم حياة الماضي لأبناء الحاضر، بتنوع ثقافي في مكان واحد. وحضرت حرف ومهن ماضي الأجداد ضمن فعاليات الأسر المنتجة المشاركة في سوق عكاظ، كالنحت على الأخشاب والنقش على النوافذ والأبواب، وصناعة الخزف، من خلال هواة الحرف القديمة في منطقة مكة المكرمة. وأوضح المتخصص في النحت على الأخشاب والنجارة تركي الثقفي أن الحرف القديمة حضرت في السوق لتجسّد صورة الماضي لأبناء الحاضر أمامهم، وتعريفهم بكيفية الحرف القديمة في حياة الآباء والأجداد، مشيراً إلى أن مشاركته في السوق كانت منذ نسخته الأولى، ضمن الحرفيين الذين يحملون حرف ومهن الأجداد وصونها من الاندثار. وبيّن أن حرفته تتلخص في العمل على الأخشاب حفراً ونقشاً وحرقاً، إلى جانب صناعة المجسمات التي تكون بناءً على رغبة طالبيها، وذلك بالاعتماد على الخامات الطبيعية، مشيراً إلى أن مشاركاته الداخلية والخارجية كانت من خلال رحلته مع النحت على الأخشاب أكثر من 20 عاماً، داعياً إلى تعلّم مثل هذه المهن والحرف ذات الطابع الجمالي التي مازالت تحتفظ بمدارسها ورجالها. واستعرض الحرفي محمد بن حامد صنعته التي تعد من أجود أنواع الخشب المستخدم في صناعة العصي والصِحاف والنقش عليها، وصناعة عدد من المشغولات الخشبية التي تحاكي بيئة جنوب المملكة قديماً، مبيناً أنه قدم من منطقة الباحة التي تهتم بتلك الآثار والمهن اليدوية. من جهته، يرى النجار الشعبي محمد الصعلولي أن فن النجارة كمهنة لها شعبيتها وانتشارها في مختلف محافظات ومناطق المملكة، منوهاً بأنها تتمثل في صناعة الأبواب الخشبية المشغولة والصحف والأواني المنزلية وتلوينها والحفر على الأخشاب والكتابة والزخرفة عليها لتلبي مختلف الأذواق. وأفاد بأن هناك الكثير من الشبان أصبحوا يتجهون إلى هذه الأنواع من الحرف وتعلمها واتخاذها هواية تدر عليهم المال، وجعلها وسيلة لدخول المسابقات والمنافسات في مختلف المشاركات داخل المملكة وخارجها. وأشار المتخصص في التربية الفنية النقاش علي حسن إلى أنه قضى أكثر من 18 عاماً في مزاولة حرفة النقش على الأخشاب، وتفريغها وحرقها ليعد من خلالها أشكالاً ومجسّمات بالاعتماد على لحاء الأشجار التي تجلب من بطون الأودية. وأضاف: «عملية جلب الأشجار اليابسة تأخذ وقتاً طويلاً، وذلك لسهولة التحكم في قطعها وتنظيفها، لتصبح صالحة لصناعة الأعمال الحرفية الخشبية المختلفة الأحجام، من تحف منزلية ومكتبية مدخلة عليها بعض التعديلات كالتلوين والإضاءة، وصناعة الرسم والنحت والنقش والزخرفة تكتسب بالممارسة والتدريب على أيدي أصحاب الخبرة والمتخصصين في مثل هذه الحرف، التي تعبّر عن الجماليات التي تخــتزنها، وهي تعـتبر جزءاً من الثقافة والتراث».

مشاركة :