ناقشت كوبا والولايات المتحدة، في اليوم الثاني من محادثات تاريخية في هافانا، مسألة استئناف العلاقات الديبلوماسية، بعد خلاف في شأن مراجعة اتفاق عن الهجرة مُبرم عام 1994. المحادثات تأتي في إطار إعلان الرئيسان الأميركي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تطبيعاً تاريخياً للعلاقات بين بلديهما، بعد مفاوضات سرية دامت 18 شهراً. وتقود المحادثات عن الجانب الأميركي روبرتا جاكوبسون، مساعدة وزير الخارجية لشؤون أميركا اللاتينية، فيما ترأس الوفد الكوبي خوزفينا فيدال، مديرة شؤون الولايات المتحدة في الخارجية الكوبية. وجاكوبسون هي أبرز مسؤول اميركي يزور الجزيرة منذ العام 1980. ودرس البلدان أمس سبل استئناف العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ العام 1961، لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رأى ضرورة البحث في مسائل تتعلّق بقيود مفروضة على «قسم المصالح» القائم بين البلدين منذ العام 1977. وتسعى واشنطن إلى رفع القيود المفروضة على تنقل ديبلوماسييها في الأراضي الكوبية، وإنهاء الحدّ من عدد الموظفين الديبلوماسيين المعتمدين. وقال كيري إن واشنطن تطالب بـ «رفع القيود على تجهيز بعثتنا (الديبلوماسية)، لكي نتمكن من تشغيلها كما يجب»، والوصول من دون قيود إلى قسم المصالح في هافانا، مشيراً إلى إمكان قيام كوبا بالمثل في واشنطن. وفي هافانا، أشار الوفد الكوبي إلى صعوبات مالية تواجهها البعثة الكوبية في واشنطن، بسبب قيود مرتبطة بالحصار الأميركي المفروض على كوبا منذ العام 1962. وذكرت الخارجية الكوبية أن القسم القنصلي في واشنطن لا يستفيد من خدمات مصرفية، ما «يسبّب بلبلة كبرى لأجهزته». وأوقف القسم أشهراً عام 2014، تسليم جوازات سفر للكوبيين المقيمين في الولايات المتحدة، بسبب عدم تمكنه من التعامل مع أي مصرف مستعد للتكفل بحساباته المالية. ولفت كيري إلى أن المفاوضات تقتضي «توافقاً متبادلاً»، معرباً عن استعداده «زيارة كوبا لتدشين سفارة رسمياً»، ولكن فقط «عندما يكون الوقت مناسباً». وأضاف: «أملنا بأن يضعنا هذا التطبيع في موقف أكثر قوة، من اجل دفع مصالحنا وقيمنا، وفي النهاية تمكين الشعب الكوبي». وفي الجلسة الأولى الأربعاء، اختلفت الولايات المتحدة وكوبا في شأن مراجعة اتفاق الهجرة المبرم عام 1994، إذ تعهد الأميركيون متابعة سياسة «القدم المبتلة/القدم الجافة» والتي بمقتضاها تعيد واشنطن الكوبيين الذين تعترضهم في البحر، فيما تتيح للذين يصلون الى برّ الولايات المتحدة، بالبقاء. لكن هافانا اعتبرت ان هذه السياسة تنتهك اتفاق الهجرة، منتقدةً برنامجاً اميركياً يشجّع الأطباء والممرضين الكوبيين العاملين في دول ثالثة، على الفرار الي الولايات المتحدة. ووصفت هذه السياسة بأنها «ممارسة بغيضة لاستنزاف العقول». وحضرت جاكوبسون الأربعاء «عشاء عمل» مع قياديين شيوعيين، كما أُدرج على برنامجها اليوم لقاء مع ممثلي المجتمع المدني، بما في ذلك منشقون.
مشاركة :