الاستعداد الحوثي لمعركة النفط والغاز - إبراهيم بن سعد آل مرعي

  • 1/23/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

المعروف على مستوى دول العالم أن أجهزة حماية الرؤساء تمتلك معدات خفيفة ونوعية، والأهم من ذلك الكفاءة التدريبية العالية التي تتمتع بها عناصر تلك القوات، والأهم من الأهم، هو فهم تلك العناصر أنها بحمايتها للرئيس فهي تحمي هيبة الدولة، وتحمي إرادة وقرار الشعب الذي اختار هذا الرئيس. إن ولاء تلك العناصر للرئيس وحبها له أمر يُراعى في الغالب من قادة تلك القوات، وإن لم تكن متوفرة هذه الميزة فعلى أقل تقدير، يجب أن تكون ذات احترافية مطلقة بحيث تقوم بمهمتها ولو كانت تخالف توجهات الرئيس السياسية. نجح الرئيس هادي بتأمين كافة العتاد العسكري المطلوب لتأمين المؤسسة الرئاسية اليمنية، ويتضح ذلك من خلال تشكيل اللواء الثالث المكلف بحماية الرئيس، والتي تتكون من دبابات وراجمات صواريخ وعربات مدرعة وأطقم رشاشة مضادة للطيران ومضادة للدروع، وهذه المعدات عادةً لا تُستخدم إلا لدى الأولوية المكلفة بعمليات حربية ضد جيوش نظامية، أو تنظيمات مسلحة معادية، ولكنه كان يعلم يقيناً بأنه في ظل الظروف السياسية المعقدة، والأمنية الهشة، والعلاقات التي يطغى عليها طابع الخيانة بين الفرقاء السياسيين واللاعبين المؤثرين في المشهد السياسي اليمني، سيتعرض لمحاولة خلع بالقوة من سدة الرئاسة، وهو ما يفسر ضخامة التجهيزات العسكرية للواء الثالث، ومع ذلك فقد فشل فيما هو أهم، وهو اختيار القيادات، والتأكد من ولاء تلك القوات للمؤسسة الرئاسية، وإخلاصها في الدفاع عن هيبة الدولة. الرئيس هادي يعلم قبل غيره، بأن كثيراً من القيادات العسكرية والأمنية ما زالت تدين بالولاء (لأموال) الرئيس المتواطئ صالح، وظهر ذلك جلياً أثناء سقوط صنعاء، ومع ذلك اهتم بالعتاد وأغفل العنصر البشري، وهو أحد الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الرئيس هادي منذ توليه الرئاسة. الآن وقد سلب الحوثي من العتاد العسكري ما يمكنه من استكمال سيطرته على باقي محافظات اليمن، يُضاف إلى ما تم نهبه من ألوية الجيش اليمني والقوات الأمنية في تسع محافظات سيطر عليها منذ (21 سبتمبر)، أصبح مستعداً لخوض معركته الفاصلة(معركة النفط والغاز المسال) في مأرب، والتي تُعتبر معركة وجود لهذا التنظيم، ولا أستبعد من الناحية العسكرية أن نرى ولأول مرة، وأتمنى أن أكون مخطئاً، التنظيم الحوثي يستخدم الطيران الحربي بواسطة طيارين موالين للمخلوع صالح، سواء أكانت مقاتلات أو طائرات عمودية، بحجة القضاء على تنظيم القاعدة في مأرب وشبوة وحضرموت، ولكنه في الحقيقة سيستخدمها في مواجهة (14) ألف مقاتل من القبائل اليمنية المتأهبة للدفاع عن مأرب، وسيكون استخدام القوات الجوية من قبل الحوثيين ،إن صح هذا التحليل وصدقت هذه القراءة، تغييراً في ميزان القوى على مستوى الداخل اليمني، وتهديداً للأمن الإقليمي.

مشاركة :