محمد حضاض- سبق- جدة: جاء قرار هيئة البيعة باختيار الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، ليؤكد حرص قادة البلاد على مواصلة المسيرة دون عثرات، ولينشر الطمأنينة في نفس المواطن السعودي، لاحظ الانتقال السلس للسلطة من الجيل الأول لأبناء الملك عبدالعزيز إلى الجيل الثاني والمتمثل في أحفاد المؤسس طيب الله ثراه. القرار الجريء الذي اتخذته الأسرة الحاكمة بالأغلبية، خلال مجلس البيعة المنعقد بحضور أعضائه من أبناء الملك عبدالعزيز وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أوقف بعده كل محاولات الحاقدين الراغبين في زعزعة البلاد. وأدى القرار إلى رسم ابتسامة عريضة على شفاه السعوديين، والذين كانوا يثقون في حكمة ولاة الأمر في تداول السلطة بين الأجيال الحاكمة بسلاسة وهدوء واختيار الشخصيات الشابة والمناسبة لمستقبل الوطن. ولن ينسى التاريخ السعودي القرار الملكي رقم ٥٢/أ والذي صدر ظهر اليوم ممهوراً باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجاء فيه أنه بعد الاطلاع على ما عرض على أعضاء هيئة البيعة حيال اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد وتأييد ذلك بالأغلبية، وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة، فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، وأمرنا بتعيين سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية. ولم يكن اختيار سمو الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد مفاجئاً في ظل الجهود الجبارة التي يبذلها منذ بداية دخوله للمعترك السياسي قبل ١٦ عاماً تنقل فيها بين العمل مساعداً لوزير الداخلية، ثم مسؤولاً عن الحقيبة الوزارية الأكثر تعباً وجهداً بين باقي الوزارات، ولكنه أدارها بحنكة بالغة، وساهم في استتباب الأمن الداخلي، رغم اشتعال نيران الثورات العربية في أغلب البلدان المجاورة والتي كان نتاجها خراباً وتدميراً ودماءً طاهرة لأغلب تلك الدول. هذه الحنكة في إدارة العمل، كانت نتيجة مرافقة والده رجل الأمن الأول الأمير نايف رحمه الله، وزاده تعليمه المتقدم حيث نهل تعليمه الجامعي من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1401هـ الموافق 1981م، ثم حصل على عدد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل المملكة وخارجها ذات الصلة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
مشاركة :