الراجل اللي ورا فريدي ميركوري

  • 11/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعرض في روسيا حاليا فيلم Bohemian Rhapsody، الذي يتناول فترة زمنية من حياة عضو فرقة كوين، فريدي ميركوري، حتى عام 1985، وأدى فيه الممثل الأمريكي المصري الأصل رامي مالك دور البطولة. يبدأ الفيلم، الذي يحمل اسم العمل الفني الأشهر للفرقة البريطانية، بلقطة تصور "ميركوري" وهو يعتلي منصة الحفل الشهير في ستاد ويملي 1985، الذي خُصص ريعه لمساعدة ضحايا المجاعة التي أصابت إثيوبيا آنذاك، وشاركت فيه ألمع نجوم الموسيقى العالمية.. بما في ذلك الفرقة البريطانية كوين، التي نالت استحسان الجمهور على جانبيّ الشاشة، حتى أن مشاركتها صنفت الأنجح في هذه الفعالية الانسانية. بداية لا بد من لفت الانتباه إلى أنني لست بصدد الخوض في المعلومات التي تم تسليط الضوء عليها في هذا العمل الفني ومدى صحتها، فالفيلم، أي فيلم، ليس وثيقة تاريخية لرصد وقائع، ومن الطبيعي أن يتمتع كاتب السيناريو والمخرج بهامش من الحرية في معالجتهما للواقع أو التاريخ، على أن يكون هامشا لا مغالاة في استخدامه. كان الانطباع العام الذي انتقل إلينا، هو أن فريدي ميركوري كان شخصا فاقدا للسيطرة على نفسه وفي حالة انعدام وزن، ما يتعارض مع الانطباع العام بأنه هو قائد الفرقة، ليستشف المشاهد أن قائد الفرقة الحقيقي هو عازف الغيتار برايان ماي. وعند الحديث عن التقليد والاستنساخ.. ربما أفضل أداءلأغنية Who wants to live forever، التي لحنها برايان ماي وأداها فريدي ميركوري، هو بصوت الألمانية، عضو فرقة Dune فيرينا فون شترينيه، التي تفوقت بأدائها هذا على النسخة الأصلية. تناول الفيلم حياة فريدي، أي فاروخ بولسارا المولود في زنجبار (تنزانيا لاحقا)، وهو من قومية البارسيين، الذين عاشوا في الهند وتعود أصولهم البعيدة إلى إيران.. ما جعل فاروخ الشاب، أو فاروق كما يحلو للبعض تسميته، عُرضة للتهكم، غير الطيب أحيانا، كما نفهم من الفيلم، من قِبل بعض من حضور أولى حفلاته، حينما كان يوصف بالباكستاني ليرد "ميركوري" بأنه ليس باكستانيا.. ولكن شخصية ميركوري بأداء رامي مالك الباهت، كانت تجعلك تسمع ما وراء النص، وكأنه يضيف.. "أنا باكستانية". كان من الواضح من خلال متابعة الفيلم أن أداء رامي مالك، كاد يقتصر على تجسيد فريدي ميركوري ثنائي الميول الجنسية، وكأن هذه الجزئية هي الأهم في حياة هذا المبدع! اجتهد مالك في تجسيد صورة مثليي الجنس النمطية، فلعب دور ميركوري "الدلوع" أحيانا، وبالغ في حركات الدلع والغنج والتمايل في المشي، أو من خلال النظرات والانفعالات التي كانت تنعكس على وجهه، فكان يؤدي دور مثلي الجنس، ولا أدري ما إذا كان ذلك يعود إلى فشل المخرج في تحديد المهمة لمالك، أو فشل مالك في بلورة فكرة المخرج! بل وبدت علاقة فريدي ميركوري بشريكته العاطفية ماري أوستن، التي قررت لاحقا الانفصال عنه لكنها ظلت قريبة منه كصديقة، أشبه بعلاقة تجمع فتاتين، قررتا خوض تجربة المثلية الجنسية من باب الفضول.. حتى أن القبلات التي تبادلها "فريدي" معها، بدت وكأنها بروفات للقبلات التي سيطبعها على شفاه شركائه الذكور.. كما شاهدنا في الفيلم. نجح مخرج هذا العمل، برايان سينغر، في تسليط الضوء على العلاقات بين أعضاء الفرقة وتجاذباتها، التي حوّلت متابع الفيلم إلى كرة بينغ بونغ، ليصبح شاهدا على الحالة ونقيضها.. وعلى الخلافات بين أعضاء الفرقة من جهة، وفريدي ميركوري من جهة ثانية، ثم على المغالاة في إبداء الإعجاب بميركوري، ما يجعلك تشعر وكان من يشارك فريدي المنصة هم عبارة عن معجبين من مشاركي برنامج "حقق حلمك"، الذي منحهم الفرصة للغناء مع فنانهم المفضّل. بالإضافة إلى ذلك لا يمكنك، وأنت تشاهد Bohemian Rhapsody، إلا أن تلاحظ التشابه الطفيف بين رامي مالك وفريدي ميركوري، الذي فشل المخرج في التعويض عنه من خلال حيل الإضاءة وخدع التصوير ليقنع المشاهد، أو الكثير من المشاهدين، بأن من أمامهم فريدي ميركوري.. علماً أن التشابه بين برايان ماي وغويليم لي، الذي أدى دوره في الفيلم كان جليا.. وربما ساعدت بعض "الإكسسوارات" المتعلقة بفريدي، كالشارب والنظارة السوداء والفك الاصطناعي، ساعدت رامي مالك في أداء دوره، وهي إضافات كانت ستساعد حتى براد بيت أو مات ديمون في هذه المهمة. ولا شعوريا تجد نفسك تتذكر الفيديو القديم، لمجموعة من الأطفال الذين قلّدوا "كوين" في فيديو شهير، ترى فيه الفنانين الصغار، وقد عملوا على أنفسهم وصقلوا مواهبهم أكثر، فظهروا كأعضاء الفرقة وهم لا يزالون أطفالا.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن التشابه يكاد ينعدم. شعرت إجمالا، أن الفيلم ممل.. حتى أنني كنت أغمض عيني لوهلة وأكاد أغفو، ثم أعود للشاشة لأرى.. يا إلهي من هذا؟ هل هو عبد الوارث عسر يؤدي دور ميركوري أم رامي مالك يؤدي دور عبد الوارث عسر؟ ليتبادر إلى ذهني سؤال كان يطرح نفسه بقوة.. "مين الراجل اللي ورا فريدي ميركوري؟".. في فيلم أفضل ما فيه هو موسيقى الشارة الخاصة بالشركة التي أنتجته. علاء عمر

مشاركة :