لم يحظ فنان بنجاحٍ وشعبية كاللذين حَصَدَهما السوري معن برغوث بفضل أغنية «هلا بالخميس» التي تردّدت على كل لسان من المشرق العربي إلى مغربه. وبعدها طَرَحَ أغنية وكليب «علقة»، ولكنها لم تكن بنجاح «هلا بالخميس» نفسه، وإن كان معن راضياً عن الأصداء التي حققتْها.برغوث يعرف أن المرحلة صعبة وحساسة، وهو يعمل لتجاوزها بثقة ونجاح. وفي حديثه إلى «الراي»، أوضح أن الاستمرارية ليست كل شيء، لأنها يمكن أن تكون من دون جدوى «وهناك مَن يستمرون بأغنيات دون المستوى»، وهو ما يعمل على تَجنُّبه من خلال تقديم أغنيات جديدة على مستوى الألحان والمواضيع واللهجات.● بعد النجاح الكبير الذي حققتْه أغنية «هلا بالخميس»، هل عشتَ مرحلة من القلق قبيل طرح أغنية «علقة»، وهل ترى أن هذه الأغنية أضافت إلى رصيدك أم أنها مرّت مرور الكرام؟- عملية اختيار الأغنيات بعد «هلا بالخميس» التي حقّقتْ صدى إيجابياً كبيراً تكون صعبة وتفرض تأنِّياً في الاختيار وحرْصاً على أن يكون الجديد أفضل من الذي سبقه. بالنسبة إلى «علقة» كجوٍّ ولهجةٍ ولكنةٍ، هي مختلفة تماماً عن «هلا بالخميس»، وتستهدف فئة معينة من الناس تحب هذا اللون. «علقة» حققت أصداء جيدة في سورية ولبنان وغيرها من الدول، وكانت بين «التوب 5» على تطبيق «أنغامي» والإذاعات. وخلال الفترة المقبلة، سأحضّر أعمالاً متنوعة لا تشبه «هلا بالخميس»، لأنني أحب أن أجدّد وأن أفاجئ الناس بألوان مختلفة، علماً أن غالبية الفنانين عندما ينجحون بلحن معيّن أو طريقة غناء معينة، يطرحون بعدها مجموعة أغنيات بالـ«ستايل» نفسه، وأنا لا أعتمد هذه الطريقة.● أنتَ من الفنانين الشباب الذين استطاعوا من خلال أغنية واحدة أن يحققوا نجاحاً كبيراً يحتاج غيرك إلى سنوات عدة لتحقيقه. فهل راوَدَك الغرور بعد «هلا بالخميس»؟- لا شك في أن «هلا بالخميس» أعطتْني دفعاً كبيراً جَعَلني أعمل من أجل أن أثبت للناس مَن هو معن، وأنني أملك موهبة وأستطيع أن أؤدي أكثر من لون وبأكثر من لهجة، لكنها لم تجعلني مغروراً. وأي شيء أقدمه ويحقق النجاح كما حصل مع «هلا بالخميس»، يزيدني عزيمةً وإصراراً على تقديم الأفضل، كما يُشْعِرني بالمسؤولية كي أكون عند حسن ظن الناس الذين أَحَبوني وتابعوني وآمنوا بموهبتي.● تردّدتْ «هلا بالخميس» على لسان الكثير من النجوم بينهم عاصي الحلاني وملحم زين وغيرهما، وربما تكون «أحلام» الوحيدة التي هاجمتْك بسببها، ورأت أنها ليست أفضل أغنية خليجية. بماذا كنت تشعر عندما يردّد النجوم أغنيتك وما كان إحساسك عندما هاجَمَتْكَ أحلام؟- عندما أسمع الناس يردّدون أغنيتي أو عندما أكون في السيارة وأرى الناس يسمعون «هلا بالخميس» أفرح كثيراً، فما بالك إذا رَدَّدَها فنانون كبار أكنّ لهم كل التقدير والاحترام. إنه شعور جميل، يجعلني أعرف أنني أوصِل شيئاً لَمَسَ الناس ومن بينهم فنانون يملكون خبرةً موسيقية وتجربة كبيرة.أما بالنسبة إلى موقف أحلام، فما حصل كان مجرد سوء فهم، ولكنني لم أزعل بل رددت عليها بكل أريحية ومن بعدها تواصلْنا وأصبحنا أصدقاء.● لا شك في أن الأغنية تصنع نجماً في هذا الزمن، ويقال إننا في عصر الأغنية، كيف تخطط لمستقبلك في الفترة المقبلة بعد نجاح «هلا بالخميس»؟- هذا الكلام صحيح، ولكنه سلبي وإيجابي في آن معاً، لأننا من خلال أغنية واحدة «هيت» يمكن أن نصل إلى الناس بشكل سريع، على عكس ما كان يحصل في الماضي حيث كان الفنان يُصْدِر الكثير من الأعمال والألبومات كي يصل إلى الناس بشكل واسع. لكن المسألة السلبية، هي أن الأغنية «الهيت» ستكون «تراند» لفترة معيّنة، وبعدها إذا لم يشتغل الفنان على نفسه ولم يقدّم أعمالاً مبهرة، فإن الناس سينسونه ويكون مجرّد موضة وتزول، وهذا ما يجعلني أصرّ على النجاح أكثر وتقديم الأهمّ.● «علقة» أغنية مهضومة على مستوى الكلمة واللحن كما «الكليب». فهل حقّقتْ ما كنت تنظره منها أم أنها كانت أقل من توقعاتك؟- أغنية «علقة» كانت ناجحة وأنا سعيد بها وبردود الأفعال عليها التي كانت تصلني عبر «السوشيال ميديا». هي بلون جديد ولهجة جديدة لم أغنّها سابقاً. ولا شك في أنه حصل في البداية استغراب من هذه الناحية، ولا سيما أن غالبية أعمالي كانت بأجواء وبلهجة خليجية، في حين أن «علقة» باللهجة اللبنانية وتتميّز بـ«ستايلها» الجديد، وهي حققتْ أصداء فاقت توقعاتي. كنت أتوقّع ألا يحبها الناس وألا يتقبّلوا مني هذا اللون، ولكنني لمستُ العكس تماماً.● مّن هم الأفضل بين الفنانين الذين ينتمون إلى جيلك الفني أو الذين يكبرونك قليلاً، ومَن يلفتك بينهم؟- أحترم كل فنان تعب على نفسه وصنع نفسه بنفسه وحقّق النجاح، وأرى في تجربته قصة نجاح ملموسة، لأننا لو قارنا بين الجيل الماضي والجيل الحالي، نجد أنه خلال الأعوام العشرة الماضية لم يَبرز أي فنان، على عكس ما يحصل حالياً.● هل ترى أن هناك أزمة نجوم في سورية، وما الذي يحول دون أن تَبْرُزَ الأصوات السورية عربياً إلا في ما نَدَر؟- سورية ولّادة دائماً وهي لا تخلو أبداً من الأصوات الجميلة، وأي شخص تربى في سورية على الفن والقدود الحلبية بأصوات الكبار كصباح فخري وغيره، يكون سمّيعاً حتى لو لم يكن يملك صوتاً جميلاً. ● مَن يلفتك مَن الأصوات النسائية الشابة، ولمَن تسمع بشكل عام؟- أسمع كل جديد، لأنني أستفيد من كل لون جديد أسمعه. الأسماء النسائية الشابة البارزة كثيرة ولكن تلْفتني بلقيس، كونها صوتاً رائعاً ومتمكّناً.● ما تحضيراتك للفترة المقبلة للحفاظ على ما حَقَقْتَه كي لا يُقال إنك نجم الأغنية الواحدة؟- المرحلة الحالية هي من أصعب المراحل، ولكنني واثق من أنني سأتغلب عليها، كما أثق أنني سأقدّم أعمالاً تبْهر الناس. المسألة لا تكمن بالاستمرارية فقط لأن بعض الاستمرارية لا تكون مُجْدِية، وهناك فنانون يستمرّون من خلال أغنيات دون المستوى. الأمر لا يتوقف على أصدار أعمال بكمّ كبير، بل باختيار المشروع المقبل، بحيث يكون هناك تجديد في موضوع الفكرة واللحن. ومن خلال تجربتي مع الناس الذين يتابعونني، وجدتُ أن الجمهور يحب مني الأعمال الفريدة، وهذا ما يميّز فناناً عن آخر، أي يجب أن يكون للفنان «ستايل» خاص به وأعمال تُمَيِّزه عن غيره.
مشاركة :