تلاشت عوامل الدفع بأسواق الأسهم العالمية، بعد أن فقد قطاع التقنية زخمه وانتهى موسم نتائج الشركات أو كاد، وهو ما عكسته الأسهم العالمية في أدائها الأسبوعي المصبوغ كله باللون الأحمر مع توازٍ في خسائر المؤشرات الرئيسية التي فقدت 2% في المتوسط باستثناء مؤشر شنغهاي المركب الذي انفرد بالربحية مضيفاً 3.09% خلال خمسة أيام تداول.وكانت الأسهم قد بدأت التداولات بترقب آثار نتائج التجديد النصفي في الكونجرس الذي يعول عليه المستثمرون في تثبيت مسار خطة ترامب الاقتصادية وبالتالي منح الاقتصاد الأمريكي المزيد من القوة.ومع اقتراب نهاية العام بدأت المحافظ الاستثمارية مراجعة شاملة، في محاولة لتعويض بعض الخسائر التي تكبدتها في أسهم الأسواق الناشئة. وبقيت الأنظار مسلطة على الاحتياطي الفدرالي، الذي يصر على نبرته الصقورية في رفع أسعار الفائدة، وعلى مآلات الحرب التجارية خاصة مع الصين وسط معارضة الديمقراطيين الذين صارت الأغلبية لهم في مجلس النواب.إلا أن استمرار هبوط أسعار النفط، أضعف الثقة باستمرار زخم النمو في الاقتصاد العالمي باعتبار أن تراجع أسعار النفط ناتج في الغالب عن ضعف في الطلب أكثر من أي عامل آخر، وهو ما ثبت من خلال جولات تداول عقود الخام بعد الإعلان عن خفض السعودية إنتاجها لشهر ديسمبر، بواقع 500 برميل يومياً. وانعكس استمرار تراجع النفط في ضعف حماسة المستثمرين للمخاطر وبالتالي تذبذب في أداء بعض القطاعات خاصة قطاع التقنية تقوده أسهم شركة «أبل» وسط تقارير عن مخاوف الموردين من تراجع في مبيعات هواتف «آي فون».وانتهى الأسبوع على خسائر لافتة في كافة البورصات تقدمها مؤشر نيكاي في طوكيو الذي فقد 2.56% خلال أيام التداول الخمسة ليغلق مساء الجمعة عند 21680.34 نقطة، وخسر مؤشر داو جونز 2.22% وتراجع ناسداك 2.15%، بينما هبط كل من «إس أند بي500» وفاينانشال تايمز وداكس الألماني بنسب أقل من 2%.تأثير البريكستألقى الوضع في بريطانيا بعد استقالة وزير البريكست من حكومة تيريزا ماي، بظلاله على الصورة القاتمة للقارة التي لم تنته من معالجة مشكلة رفض المفوضية الأوروبية مشروع الميزانية الإيطالية، حيث تأرجح سعر الجنيه الاسترليني قبل أن يتراجع بشدة الخميس الماضي ليزيد من قلق الأسواق غير المستقرة أصلاً وهو ما عكسته مؤشرات القارة الرئيسية خاصة الأسهم الإيطالية.وأنهت الأسهم الأوروبية جلسة الجمعة منخفضة بعد تداولات متقلبة في الوقت الذي انتظر فيه المتعاملون ليروا ما إذا كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستواجه اقتراعاً على سحب الثقة، جراء مسودة تبنتها لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.وبدأ المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، التداولات الصباحية على تعافٍ طفيف من الخسائر التي تكبدها الخميس. لكنه فقد الزخم تدريجياً مع تنامي التكهنات بشأن التحدي الذي تواجهه رئيسة الحكومة البريطانية. كما لم تقدم مواجهة بين الاتحاد الأوروبي وإيطاليا بشأن الميزانية أي دعم للإقبال على المخاطرة. وأغلق المؤشر ستوكس 600 منخفضاً 0.2%، وهبط المؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 0.3%، وساهمت النتائج الفصلية لشركة الإعلام الفرنسية «فيفندي» في رفع مؤشر قطاع الإعلام 0.55%، وتراجع أداء قطاع التكنولوجيا دون السوق، لينخفض مؤشره 0.7% بعد نتائج أسوأ من التوقعات سجلتها شركة «نفيديا» الأمريكية لصناعة الرقائق الإلكترونية، وهي الأحدث في مجموعة من الأنباء السلبية لمنتجي المكونات التكنولوجية، كما انخفضت أسهم بنك «إيه.بي.إن أمرو» الهولندي 2% بعد أن أعلن عن نتائجه، وارتفعت أسهم إيه.بي.بي 1.5% بعد أن قالت مصادر إن المجموعة الصناعية السويسرية تجري محادثات مع ثلاثة مستثمرين آسيويين قدموا عروضاً بشأن بيع نشاط شبكات الكهرباء التابعة لها.تذبذب أمريكيرغم صعود المؤشران داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز في ختام تعاملات الجمعة، إلاّ أن الأسهم الأمريكية شهدت تذبذباً خلال تعاملات الأسبوع، وجاء الصعود خلال ختام التعاملات بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة قد لا تضطر لفرض المزيد من الرسوم الجمركية على بضائع صينية، لكن خسائر لأسهم «نفيديا» و«أمازون» و«فيسبوك» دفعت المؤشر ناسداك للهبوط. وأنهى داو جونز جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعاً 123.95 نقطة، أو 0.49 %، إلى 25413.22 نقطة بينما زاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 6.07 نقطة، أو 2.2%، ليغلق عند 2736.27 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 11.16 نقطة، أو 0.15 %، إلى 7247.87 نقطة.الأسهم الصينية تربحتفرد أداء مؤشر شنغهاي بالمكاسب مستفيداً من انتعاش الآمال بتجدد المفاوضات التجارية مع واشنطن، ومن تعليمات جديدة للبنك المركزي الصيني وزعت على البنوك بشأن منح القروض مجدداً للقطاع الخاص، ما أوحى بتحسن وضع القطاع المصرفي وأنعش الآمال باستمرار توفير السيولة خاصة في القطاع العقاري المثقل بالديون. وقد سجل المؤشر مكاسب بشكل يومي خلال الأسبوع ليحصد 3.09% منهياً على 2679.11 نقطة ومانحاً الأسهم الآسيوية الأمل بأسبوع قادم أفضل.النفط يفقد 5% في 5 جلساتكان النفط في بؤرة تركيز فعاليات الأسواق وهو يحاول الإفلات من موجة هبوط متتابع لأكثر من ستة أسابيع، لكنه فشل في النهاية وتابع خسائره تحت تأثير التشاؤم المتزايد حول الطلب في ظل هشاشة انتعاش الاقتصاد العالمي. ولم تنفع مع سعر البرميل كل الجراحات العلاجية سواء جاءت من السعودية أو من أوبك التي اصطدمت بزيادة المخزونات الأمريكية بحدود 10 ملايين برميل. ورغم المكاسب التي تحققت لسعر البرميل يوم الجمعة الماضي إلا أن أداءه الأسبوعي كان سلبياً ليضاف إلى أداء مماثل له مستمر منذ بداية الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول. وقد أغلق خام برنت مساء الجمعة على 66.76 دولار فاقداً نسبة5% على مدار الأسبوع.
مشاركة :