بيروت: «الخليج» ووكالات تكمل أزمة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة بعد ستة أيام شهرها السادس، وسط تعمّق الانسداد السياسي و«تكلّس» التعقيدات التي حالت دون تمكين الرئيس المكلف سعد الحريري من إنجاز مهمته حتى الآن، في حين طالب «تيار المستقبل» زعماء «حزب الله» بالتواضع لمصلحة لبنان وإدراك المخاطر المحدقة بالبلد.وأكد عضوان بمجلس النواب اللبناني عن تيار المستقبل، أن الحريري، يحرص في كافة مواقفه السياسية على دعم استقرار لبنان وتجنيبه الأزمات، داعياً حزب الله إلى التحلي بالمسؤولية في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء المخاطر المحدقة بلبنان. وقال النائب سمير الجسر، إن الحريري رفض كافة البدع المصطنعة التي أراد البعض وضعها كمعايير لتشكيل الحكومة، متوجهاً بالحديث إلى نائب الأمين العام ل «حزب الله» نعيم قاسم قائلًا: «حيّدوا أنفسكم عن طرح وزير واحد من النواب السُنّة الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد»، رداً على كلامه أمس الأول الذي اعتبر فيه أن الحريري هو الذي يتحمّل مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة.وأشار الجسر إلى أن «حزب الله» مطالب بأن يتواضع قليلًا، وأن يتعامل بجدية مع المخاطر المحدقة بلبنان من باب المسؤولية المشتركة «وتقديم الوفاء للوطن عن الوفاء للأشخاص الذين تحضنون».من جانبه، اعتبر النائب وليد البعريني أن جميع المواقف والأداء السياسي لرئيس الوزراء سعد الحريري، تكشف بجلاء عن حرصه الشديد على تجنيب لبنان أي أزمة سياسية، وأهمية المحافظة على الاستقرار، مضيفاً أن الحريري أجندته السياسية «لبنانية بامتياز، في حين أن البعض ممن يملكون أجندات خارجية يصرّون على تطبيقها حتى لو أدى ذلك إلى انهيار البلد والصيغة الوطنية برمتها». وأكد البعريني أن الحريري رجل دولة مؤتمن على مصالح لبنان، مشيراً إلى أن المطلوب من الجميع ملاقاة مواقفه السياسية الوطنية إلى منتصف الطريق لإنقاذ البلد «الذي أصبح يئن تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردّية».وفي وقت غابت أي حركة على خط التشكيل، حافظ سعد الحريري على تفاؤله، فأعرب عن إيمانه «بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه»، لافتاً إلى أن «البلد تمكّن من الخروج من أزمات أصعب بكثير في السابق». ودعا الجميع إلى «العمل سوياً، لأن يداً واحدة لا تصفّق»، مشدداً على «أهمية دور القطاع الخاص بالنهوض بالبلد». وسط هذه الأجواء، طالب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بعد اجتماعه في بكركي، خلال الدورة 52، المسؤولين بتسهيل تأليف الحكومة، معتبراً «أنهم بعدم توافقهم على التشكيل خلال مهلة 5 أشهر، يظهرون وكأنهم غير راغبين ببناء دولة قانون وغير مبالين بمعاناة الشعب». واعتبر أن فقدان الثقة المتبادلة وغياب الوحدة الداخلية وطغيان المصالح الخاصة، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية هي السبب لعدم التوصل إلى إعلان الحكومة الجديدة بعد أكثر من خمسة أشهر على تسمية الرئيس المكلف وبدء المفاوضات. ورأى المجلس أن «من دون الثقة والوحدة والتجرد يظهر المسؤولون السياسيون وكأنهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية، لأنها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم، كما يظهرون غير مبالين بمعاناة الشعب الذي أوكل السلطة العامة إليهم للاعتناء به». وطالب «جميع الأطراف السياسية المعنية بتسهيل تأليف الحكومة اليوم قبل الغد وبالتعالي عن مصالحهم ومواقفهم رحمة بالبلاد وبالمواطنين». في الأثناء، وفي إطار التواصل بين معراب وكليمنصو التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن الذي أشار إلى أن الزيارة في إطار التواصل الذي يقوم به «الحزب التقدمي الاشتراكي» مع القوى السياسية كافة.
مشاركة :