أشاد عدد من كبار المسؤولين في الإعلام الصيني بجهود دولة الإمارات على الساحة العالمية الساعية لنشر ثقافة السلام والتسامح، وما وصلت إليه العلاقة الاستراتيجية بين الصين والإمارات عبر التعاون الشامل في مختلف المجالات والميادين، مؤكدين أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزاً للعمل المشترك خاصة في المجال الإعلامي. جاء ذلك خلال مجموعة من اللقاءات التي عقدها الوفد الإعلامي الإماراتي الذي يقوم بزيارة الصين حالياً لعدد من المدن والمقاطعات، للارتقاء بالجهود المشتركة الإعلامية الداعمة للمبادرات والرؤى من خلال الالتقاء بممثلي وسائل الإعلام والصحف. وقال زهينغ شيان رئيس تحرير صحيفة «سيتشوان» اليومية الصينية: تعتبر دولة الإمارات إحدى أهم الدول الرئيسة المشاركة في مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها الرئيس الصيني شي جي بينغ خلال عام 2013، والتي ترتكز على إنجاز التنمية الاقتصادية من خلال تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي والتعاون الدولي، وهو ما نجحت فيه دولة الإمارات عبر إبهارها العالم بالتطور العمراني والنهضة الحضارية فيها. وأضاف: تشهد العلاقة الإماراتية الصينية حالياً تطوراً متسارعاً في شتى المجالات، حيث شهد يوليو الماضي الزيارة التاريخية للرئيس الصيني لدولة الإمارات، مما نتج عنه تعزيز العلاقات الثنائية إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية الشاملة، عبر توقيع العديد من مذكرات التفاهم بهدف الاستفادة المشتركة والتبادل العلمي والثقافي، والذي يدفع بالشراكة إلى أرقى مستوياتها. وأشار إلى أن حاكم المقاطعة استقبل مؤخراً معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، حيث قام الجانبان بالتباحث حول الرؤية المشتركة، وأهمية العمل في عدد من المجالات أهمها الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية. كما تتطلع الصحافة الصينية إلى زيارة الإمارات، لتفعيل جوانب التعاون الإعلامي. وثمن التغطية التاريخية التي قامت بها وسائل الإعلام الإماراتية بمختلف منصاتها لزيارة الرئيس الصيني خلال العام الجاري، عبر إصدار الملاحق اليومية وتخصيص البرامج النقاشية، التي سلطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة . ولفت إلى أن وسائل الإعلام خاصة الصحافة الورقية، تشهد العديد من التحديات الراهنة خاصة مع نمو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يفتح المجال نحو إمكانية تبني مبادرات مشتركة بين الصحافة الصينية والإماراتية لإجراء البحوث والدراسات والاجتماعات، التي من شأنها تطوير محتوى الإعلام التقليدي، ليكون متواكباً مع التغيرات العالمية المتسارعة. ودعا زهينغ وسائل الإعلام الإماراتية للمشاركة في حلف الوسائل الإعلامية لطريق الحرير البحري، ومبادرة السير على مناطق طريق الحرير، حيث تم تشكيل الحلف المكون من الصحف الصينية بهدف الترويج لمنطقة «سيتشوان» سياحياً وتجارياً، بينما تمت دعوة بعض الصحفيين الأجانب للسير في المدن الواقعة على طريق الحرير البحري، للتعرف على الإرث الحضاري والثقافي لهذه المدن. من جهته أكد لي شوان، نائب مدير عام جمعية الصحفيين الصينية، أن العلاقة بين الإمارات والصين هي علاقة نموذجية ومشرقة، نظراً للتشارك في وجهات النظر حول العديد من المجالات الراهنة، وما أنجزته العلاقة من تفعيل لمذكرات التفاهم وعمل مستمر نحو تفعيل المزيد من المشاريع المشتركة. وأضاف: يوجد في الصين 260 ألفاً من الحاملين لبطاقة الصحافة، بينما يوجد نحو مليون عامل في وسائل الإعلام، و7 ملايين شخص في وسائل الإعلام الجديد، وهؤلاء يشكلون قوة إعلامية مهمة تسهم في مختلف برامج الصين التنموية، ونحن نتطلع لمشاركة خبراتنا وجهودنا مع الجانب الإعلامي الإماراتي خاصة في إبراز دور الطريق البحري ونتائجه. من ناحيته قال شمس الدين، نائب رئيس القسم العربي في إذاعة الصين الدولية: إن دولة الإمارات تعد نموذجاً عالمياً في نشر ثقافة التسامح من خلال احتضانها للعدد الكبير من الجنسيات وتميزها بوجود التنوع الثقافي الجامع بين كل سكان الدولة، حيث استطاعت الإمارات أن تكون قوة إقليمية مهمة بمعدلات النمو الاقتصادي والتطور في مختلف القطاعات العلمية. وأضاف: نحرص أن تصل رسالتنا في الإذاعة لدولة الإمارات من خلال ترددات البث الإذاعي، إضافة إلى الموقع الإلكتروني والتطبيقات الذكية، حيث نستعرض خلال مختلف البرامج الجوانب الثقافية لجمهورية الصين باللغة العربية، إضافة إلى عدد من نشرات الأخبار والتقارير، التي تعكس وجهة النظر الصينية في مختلف القضايا العالمية، ومنها العمل المشترك بين الصين والإمارات في عدد من جوانب التنمية. وأشار إلى أن الإذاعة تشارك بفعالية في التأكيد على القيم والمبادئ المشتركة بين الإمارات والصين، وآثارها الإيجابية على العالم أجمع، حيث نلتمس اليوم هذه الجهود عبر سلسلة من الوفود الإماراتية إلى الصين، إضافة إلى المعدل المرتفع للزوار الصينيين إلى دولة الإمارات، وهو ما يعزز التكامل الثقافي والعمل المشترك لإنجاز مختلف الأهداف. وأكد صلاح أبوزيد، خبير اللغة العربية بإذاعة الصين الدولية، أن إطلاق مجموعة الصين للإعلام المرئي والمسموع خلال العام الجاري، نتيجة دمج عدد من وسائل الإعلام، سيقدم إضافة نوعية لتقديم صورة واقعية موحدة عن الصين للملتقين العرب، وخاصة المتابعين في دولة الإمارات، حيث بدأ تفعيل البث باللغة العربية بالإذاعة منذ عام 1957، وطوال 60 عاماً ونحن نستهدف إبراز دور الصين المحوري في العالم. وأشار إلى أن المستقبل القريب سيشهد جهوداً أكبر لتفعيل التعاون الإعلامي الإماراتي الصيني، بما يسهم في التعريف بمنجزات الإمارات لدى الشعب الصيني.
مشاركة :