أكد الدكتور عبدالله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الإسهامات البارزة للسعودية في ميدان العمل الإنساني والإغاثي الذي شهد به العالم أجمع. مشيرا إلى أن المملكة ساعدت المنكوبين في العالم وأنقذت ملايين البشر من جراء الصراعات والأزمات التي حلت بهم دون النظر إلى أي اعتبار لدين أو عرق أو لون. مبينا أن حجم المساعدات الخارجية للمملكة بين عامي 1996 - 2018 بلغت 84.7 مليار دولار شملت 79 دولة في العالم. جاء ذلك في ندوة تعريفية عن جهود المملكة الإنسانية في العالم في جامعة وارسو أمس قدمها الدكتور الربيعة بحضور محمد مدني سفير السعودية لدى بولندا وميرفت مجلي سفير اليمن لدى بولندا ومسؤولي وزارة الخارجية البولندية وقيادات الجامعة وممثلي المنظمات الإنسانية وقيادات المعهد البولندي للشؤون الخارجية وأعضاء المجموعة البرلمانية السعودية البرلمانية والسفراء العرب المعتمدين لدى بولندا والسفراء البولنديين السابقين لدى المملكة وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية لسفير خادم الحرمين الشريفين في بولندا تحدث فيها عن حرص المملكة على دعم الأمن والاستقرار في العالم ومن أهمها اليمن التي حاولت المملكة بجميع الوسائل الدبلوماسية إيجاد حل سياسي توافقي وإنهاء الانقلاب المسلح. مبينا أنه رغم بدء عمليات إعادة الشرعية ما زالت المملكة تدعم الحلول السلمية بكل أنواعها وأشكالها. بعدها نقل الدكتور عبدالله الربيعة للحضور تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. معربا عن سعادته بوجوده في بولندا. مفيدا أن التوجيهات الكريمة صدرت من لدن خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو 2015 ليكون الذراع الإنساني للمملكة في الخارج ضمن مبادئ ترتكز على تقديم المساعدات الإنسانية بحياد ودون تمييز وبأعلى مستوى من الاحترافية. وأبان أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ منذ إنشائه 482 مشروعا في 42 دولة بقيمة مليار و 924 مليونا و 553 ألف دولار خصصت 86 % من المشروعات لليمن بقيمة مليار و 659 مليونا و 271 ألف دولار. وعن المشاريع المخصصة للأسرة أوضح الربيعة أن المركز نفذ 206 مشاريع للمرأة بقيمة 341 مليونا و481 ألف دولار و 171 مشروعا للطفل بقيمة 504 ملايين و 962 ألف دولار. وأفاد أن المملكة تحتضن 561.911 ألف زائر (لاجئ) يمني و 283.449 زائر (لاجئ) سوري و 249.669 ألف زائر (لاجئ) مينماري ما يعادل 5.36 % من مواطني السعودية وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد المهاجرين. وأفاد الربيعة أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين استطاع المركز أن ينشئ أول منصة شفافة في المنطقة هي "منصة المساعدات السعودية" لتكون مرجعا دقيقا وموثوقا يقدم المعلومات ويرشد الباحثين ورجال الإعلام والصحافة عن مساهمات المملكة الخارجية التي يجري بناؤها على 3 مراحل الأولى توثيق المساعدات من عام 2007 وحتى الآن الثانية توثيق المساعدات من عام 1996 وحتى الآن والثالثة من عام 1975 وحتى الآن. وأبان المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أن المنصة مرت بـ 3 خطوات الأولى إدخال البيانات والثانية عمليات التحقق من هذه المعلومات والثالثة توثيقها دوليا باسم المملكة والجهات الداعمة هي 14 جهة فيما الدول المستفيدة 79 دولة وهناك منصة التطوع الإلكترونية وهي من المنصات المهمة وجاءت التوجيهات الملكية الكريمة للمركز بأن يكون حاضنا لهذه المنصة واستقطاب الكوادر السعودية في كل المجالات. وأوضح في حديثه أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ عام 2015 وحتى الآن التي بلغت 11.18 مليار دولار منها مليار و 130 مليونا و 186 ألف دولار مساعدات قدمت إلى الزائرين اليمنيين ومليارين و 950 مليون دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن ومليارين و 275 مليونا و 718 ألف دولار أمريكي إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني فضلا عن مليار و 659 مليونا و 271 ألف دولار أمريكي قدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة. وبين الربيعة أن المركز نفذ 294 مشروعًا في اليمن بالشراكة مع 80 شريكا من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية توزعت ما بين مشروعات الأمن الغذائي والصحة والتعافي المبكر ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية والحماية والتعليم والخدمات اللوجيستية والتغذية والاتصالات في حالات الطوارئ. وعرج على استجابة المركز لنداء منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا كما ذكر المشاريع التي خصصها المركز للمرأة في اليمن منذ عام 2015 وحتى الآن التي بلغت 132 مشروعا بقيمة 281 مليونًا و457 ألف دولار فيما بلغ عدد المشاريع المخصصة للطفل في اليمن 136 مشروعا بقيمة 469 مليونًا و867 ألف دولار. وأبرز المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" الذي يتولاه أكثر من 400 متخصص لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عبر 32 فريقا للعمل داخل الأراضي اليمنية خلال مرحلة الإعداد و 5 فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة يستفيد منه 9 ملايين مستفيد بقيمة 40 مليون دولار في محافظات مأرب وعدن وتعز وصنعاء. مبينا أن ما تم زرعه في اليمن يتجاوز المليون لغم في البر و البحر بما يفوق أضعاف ما تم زرعه في الحرب العالمية الثانية و هذا يعني أنه سيكون لدينا المزيد من الضحايا و الجرحى. فضلا عن تركيب 605 أطراف صناعية لـ 601 شخص في مأرب لتأهيل المتضررين من الألغام وتدريب 6 فرق من الكوادر اليمنية في مجال تقنيات صناعة الأطراف. وأشار الدكتور الربيعة إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعا بشرية حيث أن المركز ينفذ حاليا برنامجا لتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون. وتناول في هذا الخصوص إنشاء مراكز للأطراف الصناعية في مأرب وعدن ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان. وعدد الدكتور الربيعة الانتهاكات تجاه العمل الإنساني في اليمن حيث صادرت المليشيا الحوثية ونهبت 65 سفينة مساعدات و 124 قافلة إغاثية و 628 شاحنة مساعدات واستخدمت أسلحة مضادة للطائرات في المواقع المدنية وجندت الأطفال، فيما هاجمت أراضي المملكة بـ 205 من الصواريخ الباليستية إضافة إلى آلاف قذائف الهاون والمدفعية والكاتيوشا مما أوقع 122 شهيدا مدنيا و 946 جريحًا وإلحاق أضرار بـ 41 مدرسة و 6 مستشفيات و 20 مسجدا مع نزوح أكثر من 20 ألف مواطن سعودي. وأكد الدكتور عبدالله الربيعة أن ما تقوم به المملكة تجاه اليمن يأتي انطلاقا من اهتمامها برفع المعاناة عن الشعب اليمني ومساعدته والوقوف معه جراء معاناته من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإيرانية لذا فإن المملكة يهمها استقرار اليمن واستعادة الشرعية لكي يعود سعيدا وآمنا فاستقرار اليمن من استقرار المملكة التي تربطها باليمن أواصر الأخوة والجوار والدين والعلاقات التاريخية والاجتماعية وعبر عقود من الزمان كانت ولازالت تدعم وتساعد الأشقاء في اليمن ولذلك لم يكن من المستغرب أن تكون الدولة الأولى التي تقدم المساعدات للشعب اليمني في تلك الظروف الصعبة. مبينا أن المملكة سعت إلى الحلول السلمية منذ بداية الازمة لكن الميلشيات الحوثية رفضت جميع الحلول قرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني اليمني واستمرت في تعنتها مما عرض اليمن إلى مصاعب إنسانية متعددة في الغذاء و الصحة و التعليم. كما قدم نبذة عن البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية وكيف باتت المملكة ناجحة ومتميزة في هذا التخصص. مبينا أن برنامج فصل التوائم قد وصل إلى هذا المستوى المميز عالميا بفضل الله ثم الدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك وولي عهده للقطاع الصحي الذي شمل تأهيل الكوادر الطبية، وتأسيس المرافق الصحية وتزويدها بأحدث التقنيات حيث بلغ عدد الحالات في برنامج فصل التوائم 46 حالة فصل ناجحة من 21 دولة في العالم عبر 3 قارات. مذكرا بعملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا وأولغا التي جرت مطلع عام 2005 في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وتكللت بحمد الله بالنجاح التام.
مشاركة :