جاءت الكلمات في البيان الصادر من النيابة العامة بخصوص مقتل جمال خاشقجي - رحمه الله - كالصاعقة على عقول ورؤوس الغالبية ممن عشقوا التأجيج والاصطياد في المياه العكرة، متمنين ألا يصدر من المملكة العربية السعودية أي بيانات توضيحية، وأن يكونوا صامتين ليظل هؤلاء الغوغائيون في غيّهم وجهلهم، يزرعون حقدهم في قنواتهم وإعلامهم المشبوه..! جاءت الكلمات في البيان لتصعق الحاقدين وتؤكد يوماً بعد يوم أن سياسة المملكة ونهجها لم يتغيّر ولن يتغيّر على مدى العقود والسنوات في ثباتها تجاه القضايا الداخلية والخارجية، وأن الكُل أمام القضاء سواء، وسيَطبق العدل بناء على ما جاءت به الشريعة الإسلامية، وهو نهج هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها المغفور له، الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وسار أبناؤه على هذا النهج، ولم يحيدوا قدر أنملة، ولم يتساهلوا في تطبيق أحكام الله فيمن يرتكب الجريمة كائناً من يكون، وهناك حالات عديدة شهدناها وعشناها وكانت أحكام عادلة تُثبت يوماً بعد يوم استقلالية القضاء ونزاهته. بلاد الحرمين تنتهج شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - وتتخذ من القرآن دستوراً لها وليست كالآخرين ممّن يجعل من القوانين الوضعية والتي هي من صنع البشر دستوراً لهم. القانون - ومُنذ الثاني من أكتوبر - كان سيد الموقف وتصريحات المسؤولين بكل شفافية، وأن الإجراءات القانونية والعدل سيكون سيد الموقف، نحن لا نستعجل في الأحكام ولا ننجرف خلف المُهاترات، ولا نرد على المُهرجين في الفضائيات، الفارغين والقابضين بالدولار لكل حرف ينطقون به..! نحن أرقى من أن ننزلق أمام هؤلاء وننجرف معهم في بؤرهم، نحن نملك قوة وشجاعة وننظر للأمور بعقلانية ونتحرى الدقة في الأقوال والأفعال ونبحث عن الحقائق، وهذا والله ديدن هذه البلاد وحكامها، وليس الصمت فقط لمجرد الصمت، بل ليكون الرد قوياً ومُقنعاً وتكون الأدلة واضحة والإجراءات المتبعة تقوم على أساس المعلومة الصحيحة، وليست لمجرد أقوال وتكهنات، جاء البيان وألجم الحاقدين ووضع النقاط على الحروف، وبيّن الحقائق بكل تجرّد وشفافية.. بيّن كيف كانت الجريمة ومن خطط لها ومن نفذها وسلط الضوء على الملابسات التي قبل الجريمة وما حدث أثناء وجود الفريق - المتهمين - في القنصلية، وأوضح البيان كيف تمت العملية وكيف أديرت ومن خطط لها ومن نفذها ومن رسم الخطوط من أولها حتى تمت، ولم يُخف البيان أي شاردة ولا واردة إلا ذكرها، فنحن لا نخفي الحقائق ولا نخاف من أحد.. ومازالت الإجراءات والتحقيقات مستمرة، وقضاؤنا مستقل وديدننا ومنهجنا بهذه الطريقة ولا نتدخل بشؤون الغير ولا نرضى أن يتدخل أحد بشؤوننا. جاء البيان مُفرحاً للباحثين عن الأمن والاستقرار والحقيقة، وللأصدقاء الحقيقيين وللعُقلاء، ومفرحاً لنا أبناء بلاد الحرمين ومملكة سلمان الحزم والعزم، ونستذكر دوماً قول سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد: إننا شعب عظيم، وتشبيهه لنا بجبل طويق، البيان واضح كالشمس لمن أراد الحقيقة الناصعة، أما الغوغائيون الحاقدون فليستمروا في جهلهم ولن يجنوا سوى العناء والتعب.
مشاركة :