طهران، دبي - أ ف ب، رويترز - أجرى الرئيس العراقي برهم صالح أمس أول زيارة رسمية إلى إيران المجاورة، داعياً إلى «نظام جديد في المنطقة». والتقى صالح نظيره الإيراني حسن روحاني، وناقشا التجارة والنقل والجهود لمكافحة الغبار الذي يلوث مناطق على جانبي الحدود. وقال صالح خلال مؤتمر صحافي في طهران: «حان الوقت لنظام جديد في المنطقة يلبي مصالح كل الدول فيه، ونعتقد أن لدى إيران دوراً مهماً لتلعبه في هذا النظام الجديد». ودعا صالح إلى بناء منظومة إقليمية لخدمة شعوب المنطقة، لافتاً إلى أن بلاده تسعى إلى أن تكون ساحة لتلاقي المنطقة، بدل أن تكون ساحة صراع، مشيراً إلى الحاجة الفعلية لحوار بنّاء يساعد في تحيق التنمية. ووصل صالح طهران في زيارة رسمية ضمن جولة إقليمية واسعة بدأها مطلع الأسبوع الجاري شملت الكويت والإمارات والأردن، ومن المقرر أن تُختتم في المملكة العربية السعودية. وأضاف صالح أن «العراق اليوم أمام استحقاق إعادة الإعمار والاستقرار، وهذا يتطلب مبادرات سياسية داخلية وخارجية، كما يتطلب بيئة إقليمية مستقرة». وقال روحاني إن حجم التجارة الثنائية بين إيران والعراق يمكن أن يرتفع إلى 20 بليون دولار سنوياً، من 12 بليوناً الآن، في ظل مخاوف في طهران من التأثير الاقتصادي لتجدد العقوبات الأميركية. وأضاف روحاني: «أجرينا محادثات عن التجارة في الكهرباء والغاز ومنتجات وأنشطة البترول، والتنقيب عن النفط واستخراجه». وقال مسؤولون عراقيون لـ «رويترز» الأسبوع الماضي، إن العراق اتفق مع إيران على مبادلة المواد الغذائية العراقية بإمدادت الطاقة والغاز الإيرانية. وتسعى بغداد إلى الحصول على موافقة الولايات المتحدة للسماح لها باستيراد الغاز الإيراني لمحطات الكهرباء، بينما يؤكد مسؤولون أن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت لإيجاد مصدر بديل، بخلاف الإعفاء الذي منحته لها الولايات المتحدة لمدة 45 يوماً. وأكد روحاني على «أهمية الربط السككي بين البلدين»، مشيراً إلى أن «العلاقات الإيرانية العراقية مهمة جداً وممیزة من الناحیة التاریخیة والثقافیة والوطنیة والإقلیمیة». وأضاف أنه ناقش وصالح مواضيع وملفات عدة ذات اهتمام مشترك، أبرزها «أهمية إرساء الاستقرار والأمن في دول المنطقة». وأوضح «أهمية الاهتمام بالملف البيئي وما يعانيه البلدان جراء المشكلات البيئية»، مشيداً بالاهتمام الشخصي الذي يوليه صالح لهذا الملف. وتأتي زيارة صالح إيران بعد أسبوعين على تشديد العقوبات الأميركية على طهران، في وقت يواجه العراق تحدياً في الالتزام بالعقوبات. وانتخب صالح (58 عاماً) الشهر الماضي رئيساً للجمهورية العراقية، وهو منصب مخصّص للأكراد.
مشاركة :