وقد عمِل فكر جلالة السلطان / حفظه الله / ورؤيته المستنيرة وقراءته الواعية لما يحدث في العالم على تهيئة أفضل نظام للسلام وحل المشكلات في المنطقة عبر الحوار وبناء أفضل العلاقات بين دولها وشعوبها في إطار قواعد القانون والشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. إن عُمان القوية بقيادتها وأبنائها كانت وستظل صمام أمان وركيزة للأمن والاستقرار والسلام في الخليج والمنطقة العربية والشرق الأوسط من حولها وإن ما شهدته وتشهده السلطنة من تحركات واتصالات وزيارات على أرفع المستويات وما تبذله من مساع حميدة من أجل الإسهام في حل المشكلات والصراعات الجارية في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية ينطوي على دلالات بالغة أهمها ما يتمتع به جلالة القائد المفدى من تقدير ومكانة رفيعة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وحرص الكثيرين في المنطقة والعالم على الاستماع إلى تقييمه ورؤيته / أبقاه الله / لمختلف التطورات والاستفادة من حكمة جلالته لدفع مسارات السلام التي تتطلع إليها شعوب المنطقة وتستعجل السير فيها اليوم قبل الغد ليس فقط بالنسبة للقضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها في إطار عمل الدولتين ولكن أيضًا بالنسبة لمختلف المشكلات والأزمات الراهنة في المنطقة التي عانت وتعاني منها شعوبها. ومما لا شك فيه أن الإيمان العميق لجلالته / أعزه الله / بأهمية وضرورة العمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار لدول و شعوب المنطقة ، كسبيل لتمكينها من بناء حاضرها ومستقبلها وصنع التقدم والرخاء لأبنائها وأجيالها القادمة، قد ساهم في بلورة الرؤية السامية، سواء على صعيد تحقيق التنمية المستدامة لعُمان الدولة والمجتمع والمواطن وإسعاده، أو على صعيد بناء علاقات عمان ومواقفها حيال مختلف التطورات الخليجية والإقليمية و الدولية. ومما له دلالة في هذا المجال أنه في الوقت الذي تشهد فيه السلطنة زخمًا كبيرًا في تحركاتها السياسية وتطوير علاقاتها مع الدول الأخرى شقيقة وصديقة، تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة في 25 مايو2018م بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومن بين التحركات السياسية المهمة زيارة فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة " زيارة دولة " للسلطنة في 4 فبراير2018 وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في 21 اكتوبر الماضي وزيارة دولة "ناريندرا مودي" رئيس وزراء جمهورية الهند في 11 فبراير الماضي. ومن بين هذه الزيارات زيارة دولة رئيس وزراء كوريا الجنوبية "لي ناك يون" للسلطنة في 23 يوليو 2018 وزيارة نائب رئيس وزراء سنغافورة معالي "نيوشي هين" الوزير المنسق للأمن الوطني بسنغافورة في 12 أكتوبر الماضي وزيارة دولة "فيوريكا دانيلا" رئيسة وزراء جمهورية رومانيا في 3 نوفمبر الجاري فضلًا عن العديد من الزيارات المتبادلة على المستوى الوزاري، واجتماعات اللجان المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة . وتعد مناسبة الاحتفال باليوم الوطني الثامن والأربعين المجيد فرصة مناسبة ليجدد أبناء الشعب العماني الوفيّ فيها الولاء والعرفان لجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - ويواصلون السير خلف قيادته الحكيمة وتحت لوائه مقدمين أرواحهم وباذلين الغالي والنفيس للذود عن حياض الوطن والحفاظ على مكتسبات النهضة المباركة من أجل أن يحقق الوطن والمواطن ما يصبو إليه في الحاضر والمستقبل في الوقت الذي تواصل فيه مسيرة النهضة العمانية الحديثة مسيرتها بقيادة جلالة القائد المفدى - أبقاه الله ومتّعه بالصحة والعافية - بقوة وثقة نحو مستقبل مشرق لعُمان والمجتمع والمواطن ولصالح السلام والاستقرار في المنطقة وتطوير علاقاتها على نحو يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الأخرى ولصالح المنطقة. // انتهى // 16:19ت م 0172 www.spa.gov.sa/1842672
مشاركة :