جائزة جديدة وشهادات حب لإسماعيل فهد إسماعيل

  • 11/18/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان – ضمن فعاليات معرض الكويت للكتب الـ43، أقيمت محاضرة «اسماعيل فهد اسماعيل.. روائياً وإنساناً»، التي تضمنت شهادات وكلمات لرفاق دربه ومحبيه من المثقفين. أدار الجلسة حمود الشايجي، الذي قال بداية «ربما يغيب عن البعض من يكون اسماعيل فهد اسماعيل، فيعتقد أنه رائد القصة والرواية في الكويت، أو الأب الشرعي لها، وهناك من يعتقد أنه بطل من ابطال المقاومة الكويتية، وقائد لها، وانه من كتب بيان تحرير الكويت، والبعض يعتقد أن اسماعيل فهد اسماعيل صاحب أكبر رواية عربية هي «إحداثيات زمن العزلة»، التي تناولت الغزو العراقي، وهناك من يعتقد أنه داعم المهمشين ورافع رايتهم، وأنه من أسس أكثر من جيل من الكتاب الفائقين على المستويين المحلي والعربي، فيغيب عنه أنه هو من عمّر هذا المعرض، الذي نحن فيه الآن، وهو من دعم أساساته منذ عقود، وهو من بادر بدعم دور نشر كويتية شابة بدأت تنافس في المحافل العربية بفضله. أهم الروائيين العرب ثم تحدث الناقد د. مرسل العجمي عن اسماعيل، الذي عرفه ثلاث مرات، أولها معرفة قرائية، ثم معرفة بحثية، ثم المعرفة الثالثة عام 1997، في رابطة الأدباء، عندما خصصت الرابطة إحدى محاضراتها للحديث عن رواية «إحداثيات زمن العزلة»، التي كانت إصادراً جديداً آنذاك. وقال في شهادته أيضاً: في عام 1970 صدرت رواية «كانت السماء زرقاء»، وقد قدمها إلى المشهد الروائي العربي الشاعر صلاح عبدالصبور بحفاوة بالغة وبحماسة شديدة. بعد خمسين عاماً استطاع اسماعيل فهد اسماعيل أن يفرض اسمه بوصفه واحداً من اهم الروائيين العرب، بنتاجه الغزير وتقنياته المتطورة، وموضوعاته المتعددة. العزاء للعنقاء والخل الوفي الزميلة سعدية مفرح، الشاعرة، قالت عن رحيل اسماعيل فهد اسماعيل: العزاء للعنقاء والخل الوفي.. ولـ«الكائن الظل»، الذي قضى كاتب «الأقفاص واللغة المشتركة» عمره كله في مطاردته، بحثا عن يقين يعزز قناعاته بقدرة الإنسان على الإصلاح.. حيث ذهب أخيراً، ولا مناص من مواصلة محاولاته بكل ما كتب، حيث بقيت تلك المحاولات بين أيدي قرائه ومحبيه، لعلهم ينجحون في الوصول إليه.. الى ذلك الكائن الظل! ‏العزاء للعنقاء والخل الوفي.. ولـ«إحداثيات زمن العزلة»، التي اكتشف وهو يعينها على الورق وطنه الخبيء تحت ركام الحكايات والوشايات وأقاويل الشر والتفاهة. فكتبها من جديد. أخرجها من بين «المستنقعات الضوئية» وحلق بها بجناحيه. ‏العزاء للعنقاء وللخل الوفي.. وللكويتيين البدون في الكويت، الذين حاول الراحل الكبير أن يكون لهم وطنا في داخل الوطن، وملاذا في غربة الروح، وملجأ في نهاية النفق، إذ كتب عن مأساة البدون في الكويت كمن يعيشها لا كمن يعايشها وحسب. خيمة للكتاب البدون الروائي ناصر الظفيري قال إن اسماعيل فهد اسماعيل كان أستاذ جيلين، وأن الجيل الثاني يستحق أبوة وكرم اسماعيل وكفاءة اسماعيل في توجيهه، وتحدث عن بداية علاقته بالراحل وتشجيعه له عندما عرض عليه مجموعته القصصية الأولى، وموقفه الكبير مع الكتاب البدون، عندما احتج وانسحب هو ووليد أبو بكر من مؤتمر القصة الخليجية، الذي أقصي عنه الكتاب البدون، ولم يعودوا إلا عندما تراجع المجلس واعتذر للكتاب البدون، ودعاهم مرة أخرى للمشاركة في المؤتمر. وقال إن اسماعيل فهد اسماعيل بالنسبة للكتاب البدون بالذات أستاذ وأب وحاضن كبير، حيث لم يكونوا يستقبلون أي دعوات من المجلس أو الرابطة أو أي دعوات من جهة رسمية، فكان اسماعيل هو جهتهم الرسمية والشعبية عندما كانوا يجتمعون في مكتبه كل ثلاثاء. قال إن اسماعيل لم يكن صاحب منصب، ولم يكن قياديا، ولم يكن له دور سياسي أو اجتماعي، ولكنه كان مهماً لهم كخيمة وارفة يستظلون فيها. كأنك كلنا الروائي والناشر خالد النصرالله، قال: اسماعيل، أنت لست مؤسس الرواية الكويتية فحسب، أنت مؤسسنا، ومن يستطيع أن يخلق في الإنسان إنسانا. يا أبا القراءة يا أبا الشباب. في شغفك الدائم وحرصك الظاهر على تكوين جيل جديد ثقيل يحمل مسؤولية الكتابة الجادة الملتزمة، وأنت الذي تقول إن الكتابة وظيفة إنسانية بالأساس، وعلى امتداد حياتك، كنت تراقب الأجيال المتلاحقة، فتعوّل على هذا وتتنبأ لذلك، وتشجع وتدفع وتحاول، كأنك كلنا، إنك شغوف بكل شيء، مثل طفل كثير الأسئلة وعميق التأمل. باقٍ في القلب ليلى العثمان تحدثت عن حبها الكبير له، الذي كتبت عنه في رواية «المحاكمة»، وكيفية تلقيها لخبر وفاته، وقالت إن اسماعيل فهد سيبقى في ذاكرتها، وأنه في قلبها الذي سيبكيه كثيرا، وتحدثت عن كتبه التي كانت تنتهي من قراءتها سريعاً لتخبره رأيها فيها وعن «إحداثيات زمن العزلة»، التي سافرت الى بيروت في إجازة كي تقرأها. ماذا فعل المجلس؟! في مداخلة للشاعر عبدالله الفلاح، قال إن المجلس الوطني للثقافة لم يقدم شيئاً للراحل، وأنه ينتظر إجابات واضحة عن سبب عدم إقامة عمل ضخم يستحقه الراحل، بينما ما يقام من أجل اسماعيل فهد اسماعيل منذ رحيله يقام بجهود الشباب هم الذين يحبون اسماعيل فهد اسماعيل. ورد د. عيسى الأنصاري، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قائلا ان الخبر وقع عليهم في المجلس كالصاعقة أثناء إعداد البرنامج الثقافي المرادف لمعرض الكويت للكتاب، فقاموا بإلغاء محاضرة واستبدالها بمحاضرة عن الفقيد. وقال إنهم في المجلس لديهم رغبة في تسمية إحدى المكتبات العامة باسم اسماعيل فهد اسماعيل. جائزة للشباب باسم الراحل أعلنت فاطمة البودي، مديرة دار العين، خلال المحاضرة عن جائزة للشباب مقدمة من دار العين المصرية، وقالت البودي: خسارة اسماعيل ليست خسارة للكويت فقط، ولكن خسارة للأدب العربي ايضا، معلنة عن جائزة «الروائي الشاب» باسم إسماعيل فهد إسماعيل، واشارت الى أن لجنة التحكيم لهذه الدورة ستكون برئاسة الكاتبة الكبيرة ليلي العثمان، ومن شروطها ألا يزيد سن المتسابق على 35 سنة، وهي جائزة مفتوحه لكل البلاد العربية، وتعلن الرواية الفائزة بمعرض الكويت للكتاب. وكان الشاعر عبدالله الفليكاوي قد ألقى قصيدة في رثاء الرحل معبراً عن مرارة فقد هذه القامة الكبيرة.

مشاركة :