الرباط- كثفت أحزاب مغربية معارضة وحتى مشاركة في الحكم، من انتقاداتها لحكومة سعدالدين العثماني التي تواجه احتقانا اجتماعيا حادا. وطالب زعيم حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، نبيل بنعبدالله خلال مهرجان خطابي بمرتيل نظمته الهيئة الإقليمية لحزبه، مساء السبت، “الأحزاب الستة المشكلة للحكومة، أن تخرج لتفسير بعض الخطوات كملف الساعة الإضافية التي تعتبر قضية حقيقية عرفت ارتباكا رسميا في التعامل معها باعتراف رئيس الحكومة”. ويعيش المغرب منذ أسابيع على وقع احتقان اجتماعي بطله تلامذة المدارس وأولياؤهم، بسبب قرار الحكومة باستمرار العمل بالساعة الإضافية في فصل الصيف. ونظم المئات من الطلبة بمعاهد ثانوية ومدارس إعدادية، مطلع الأسبوع الماضي، مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط العاصمة الرباط، ووصلت إلى مقر البرلمان، وذلك رفضا لقرار حكومي يقضي بإلغاء العمل بالتوقيت الشتوي. وجاء ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات الطلابية في عدد من مدن المملكة، لمطالبة الحكومة بالتراجع عن قرارها. وبدورها، أكدت البرلمانية أمنة ماء العينين عن العدالة والتنمية (مشارك في الحكم)، أن هناك نقاشا كبيرا ينتظر المغرب في المرحلة المقبلة. وأضافت “نحتاج إلى تأمين توافق حقيقي على صيانة آليات التداول على السلطة من مدخل إقناع المجتمع والتعبير عن إرادته والخضوع لمحاسبته”. وانتقد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، محمد أشرورو خلال مناقشة مشروع قانون المالية “توسع خارطة الفقر والهشاشة، وتفاقم مظاهر سوء توزيع الثروة والسلطة بين المركز والجهات، واستفحال بطالة الشباب والكهول، وتدهور القدرة الشرائية لأغلب الفئات والشرائح الاجتماعية وتعطيل الحوار الاجتماعي”. وأوضح أن المغرب يعرف خصاصة في المجال الاجتماعي رغم وجود 100 برنامج للحماية الاجتماعية، لافتا إلى أن التجارب الناجحة في تحقيق الإقلاع الاقتصادي وخلق الثروات وتوزيعها بشكل عادل وخلق فرص الشغل، أبانت على أن نماذجها الاقتصادية والتنموية ارتكزت على الاستثمار الاستراتيجي في التعليم والمعرفة والابتكار والخدمات وتعزيز التنافس.
مشاركة :