حدثني أحد صيادي الأسماك قبل مدة، فقال: هل تعلم أن هناك صيادين يقومون بأنفسهم بإنزال ما يشبه المحميات البحرية أو البيوت التي تحمي صغار الأسماك، ويقوم بتسجيل موقع الإنزال على جهاز الملاحة للطراد حتى يعرف مكانه، ومن ثم إذا أراد الصيد فإنه يأتي إلى هذا المكان عله يجد أسماكا! هناك تساؤلات كبيرة حول الوضع البيئي لمياهنا الإقليمية، فقد دمرت طريقة الصيد بالكراف بالبوانيش وقوارب البحر البيئة البحرية، بينما الرقابة على هذه الأمور ضعيفة، ما جعل البحر في كثير من المناطق من غير شعب بحرية ولا أعشاب بحرية، ولا طحالب، ولا أي شيء يعيش عليه السمك. إذن الوضع يتطلب حلا آخر غير الرقابة على من يصطادون الروبيان بطريقة الكراف، ويهربون ما يصطادونه للداخل، وللخارج أكثر، فقيمة «ثلاجة الروبيان وقت الحظر الخليجي عالية جدا، وتتخطى الـ400 دينار، بينما بعض بنود العقوبات تنص على غرامة تقدر بـ300 دينار»..!! ما يعني أن من يهرب الروبيان، إذا باع 6 ثلاجات في اليوم الواحد بالتهريب، فلن يجد ضيرا من تسديد غرامة بـ300 دينار..!! على الدولة اليوم بعد كل هذا التدمير للبيئة البحرية، أن تطلق مشروعا كبيرا لإعادة إحياء البيئة البحرية وإقامة مناطق محمية للأسماك في البحر، على ألا يقترب منها أي صياد، وتكون الرقابة عليها شديدة. كل الذي حدث للبحر إنما هو عمل إجرامي بحق أهل البحرين وحق الأجيال القادمة، فقد اختفت أسماك كثيرة، وقل الإنتاج، وتدمرت الفشوت، وزاد التهريب للخارج، بينما الرقابة على من يصطادون الروبيان بطرق مخالفة يصبح مثل البورصة، يومٌ تشدد رقابة، ويومٌ «محد يدري عن»، وبالتالي أصبحت الأمور (سبهللة)..!! قلت في عمود سابق، إن أهم مرتكز لحماية البيئة البحرية يكمن في الرقابة في البحر، وفي البر، وإذا ضعفت الرقابة فسيحدث كل شيء. خلال فترات الحظر، كان هناك باعة جائلون يطوفون بعض المدن، وفي الغالبية في القرى، يطرقون الأبواب على الناس يقولون لهم (تبغون روبيان، موجود)، وهذا الأمر يتكرر كل عام، وأعتقد أنه يزداد في كل عام، والرقابة عليه ضعيفة. إذا لم تكن هناك رقابة شديدة وإجراءات حاسمة، فإننا في كل مرة تحدث ضجة حول هذا الموضوع، تجد الحملة تشتد قليلا، ثم تخفت، حتى تتلاشى، ولا أعرف هذه المرة كيف سيكون الوضع، لكن كل من يحب البحرين وأهلها ويحب كل شيء فيها، عليه أن يتحرك بقوة لوقف نزيف التدمير للبيئة البحرية، وإطلاق مشروع كبير لإعادة إحياء البيئة البحرية من جديد عن طريق خبراء حول العالم. رذاذ اتصل أحد الأخوة ويبدو أنه من منطقة الحد، ويقول لماذا لا يُمنع تصدير القباقب، حتى تصبح بسعر مناسب في البحرين؟ ويضيف أن سعر القباقب البحريني في بعض دول شرق آسيا غالي الثمن، ويبدو أن هناك تجارة كبيرة تقوم على تصدير القباقب إلى هذه الدول، وبينما أسعار القباقب عالية في البحرين. ** إذا كانت هناك شركات كبيرة تقوم بتصدير الروبيان إلى الخارج، وقد جنت هذه الشركات أموال طائلة خلال السنوات الماضية، فلماذا لا تلزم الدولة هذه الشركات (والتي تمتلك أرصدة قوية) لإنشاء مزارع بحرية لإنتاج الروبيان، وفي ذلك مصلحة للشركة بحيث يتوافر لها الإنتاج طوال العام، ومصلحة للبحرين حين تقوم هذه الشركات بإنزال كميات من الروبيان في المياه الإقليمية كمساهمة منها في إعادة إحياء البيئة البحرينية؟ وبذلك تسلم البيئة البحرينية من أكبر المستنزفين لها وهي الشركات التي لا يبدو أن الحظر يشملها، وتصدر الروبيان حتى في أوقات الحظر. إقرأ أيضا لـ"هشام الزياني"
مشاركة :