يُعد مربى الشارقة للأحياء المائية الذي افتتح عام 2008، أول وأكبر مركز تعليمي حكومي للكائنات البحرية في دولة الإمارات، وأحد أبرز المواقع التي تُعنى بتعريف الجمهور بالبيئة البحرية في الدولة. وعبر التجول بين أروقة المربى وأحواضه الواحد والعشرين، يتعرف زوار المكان على أكثر من 100 نوع من الأحياء البحرية كأسماك المهرج، وأفراس البحر الرقيقة، والأنقليس، وسمك الشفنين البحري، وقرش الشعاب المرجانية، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية على اختلاف أنواعها وأشكالها والتي تسبح بين البيئات الصخرية والشعاب المرجانية وأشجار القرم، إلى جانب ذلك يواصل المربى رفع مستوى الوعي حول أبرز السلوكيات والمخاطر التي تهدد البيئة البحرية، والدور الفعال للأفراد في الحفاظ عليها، مستعيناً بشاشات عرض تفاعلية موزعة في أرجاء المكان. تتصدر حماية البيئة البحرية أولويات مربى الشارقة للأحياء المائية، حيث ينظم وبشكل دوري مجموعة من الأنشطة والفعاليات وورش العمل المباشرة والافتراضية، نفذ جزء منها خلال جائحة كوفيد- 19، لنشر الوعي البيئي وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية بين كافة أفراد المجتمع، حيث أسهم في إطلاع أكثر من 50 ألف زائر، وفدوا خلال النصف الأول من العام الجاري على جمال وثراء الحياة البحرية التابعة لسواحل إمارة الشارقة، وعلى ما يميز كل منها، والطرق المثلى للحفاظ عليها. واستجابةً لأولوياتها في الحفاظ على البيئة البحرية، فقد أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف عام 2009 النسخة الأولى من مبادرتها للمسؤولية المجتمعية «لأننا نهتم» بهدف رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الحفاظ على المسطحات المائية، والتي حصد من خلالها مربى الشارقة للأحياء المائية جائزة الدرع الذهبي من المنظمة العربية «للمسؤولية المجتمعية» على مدى سنتين عن حملة تنظيف البيئة البحرية. وسعت الحملة التي طوت نسختها العاشرة في العام 2019، إلى بناء بيئة نموذجية للكائنات البحرية، بهدف زيادة فرص تكاثرها واستدامتها كمورد بيئي حيوي، متجاوزةً حدود الشواطئ لتصل إلى أعماق الموانئ والبحيرات والخيران ومشدات الأسماك في البحار، مستخرجةً أطناناً من المخلفات التي تم عرضها للجمهور في بحر الخان، وبحيرة خالد، وبحيرات ممزر الشارقة، وجزيرة العلم، وميناء الصيادين في كلباء، ومرسى سوق الجبيل، لغايات تسليط الضوء على مخاطرها الجسيمة على البيئة بشكل عام وعلى الموارد البحرية والمستفيدين منها بشكل خاص. وركزت الحملة خلال دوراتها المتعاقبة على تعريف الفئات المستهدفة بالسلوكيات الفردية التي تهدد البيئة البحرية كرمي المخلفات البلاستيكية، وتدفق النفايات العضوية إلى البحار وممارسة الأنشطة الصناعية بالقرب من السواحل، بالإضافة إلى مخاطر الزحف العمراني نحو السواحل، ما يؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية والبيئة البحرية، وغيرها من الممارسات الخطرة على الحياة البحرية بكافة أشكالها. منصة توعوية يسهم مربى الشارقة للأحياء المائية باعتباره وجهة سياحية جاذبة للزوار في رفع نسبة الوعي بشأن التلوث البحري، وتعزيز مفاهيم الحفاظ على البيئة البحرية واستدامتها، عبر جولات تعريفية وتثقيفية وترفيهية لمختلف أفراد المجتمع والسياح، علاوة على إطلاقه العديد من البرامج المتخصصة، منها المحمية البحرية التي أنشئت عام 2009، وبرنامج إعادة تأهيل وإطلاق عدد من أنواع السلاحف المهددة بالانقراض والأسماك، حيث تم إطلاق 2000 سمكة، و23 سلحفاة بحرية، فضلاً عن برنامج إكثار حصان البحر، الذي بدأ في عام 2012 وأثمر عن عملية إطلاق أول صغار لحصان البحر في المحمية الطبيعية في المرسى البحري التابع للمربى.
مشاركة :